____________________
بصيحة واحدة. وقرئ مردفين بكسر الدال وفتحها من قولك ردفه إذا تبعه، ومنه قوله تعالى - ردف لكم بعض الذي تستعجلون - بمعنى ردفكم: وأردفته إياه: إذا أتبعته، ويقال أردفته كقولك اتبعته: إذا جئت بعده، فلا يخلو المكسور الدال من أن يكون بمعنى متبعين أو متبعين، فإن كان بمعنى متبعين فلا يخلو من أن يكون بمعنى متبعين بعضهم بعضا أو متبعين بعضهم لبعض، أو بمعنى متبعين إياهم المؤمنين: أي يتقدمونهم فيتبعونهم أنفسهم، أو متبعين لهم يشيعونهم ويقدمونهم بين أيديهم وهم على ساقتهم ليكونوا على أعينهم وحفظهم، أو بمعنى متبعين أنفسهم ملائكة آخرين، أو متبعين غيرهم من الملائكة، ويعضد هذا الوجه قوله تعالى في سورة آل عمران - بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين - بخمسة آلاف من الملائكة مسومين - ومن قرأ مردفين بالفتح فهو بمعنى متبعين أو متبعين. وقرئ مردفين بكسر الراء وضمها وتشديد الدال وأصله مرتدفين: أي مترادفين أو متبعين من ارتدفه، فأدغمت تاء الافتعال في الدال فالتقى ساكنان فحركت الراء بالكسر على الأصل، أو على اتباع الدال وبالضم على اتباع الميم. وعن السدى بآلاف من الملائكة على الجمع ليوافق ما في سورة آل عمران. فإن قلت: فبم يعتذر لمن قرأ على التوحيد ولم يفسر المردفين بإرداف الملائكة آخرين والمردفين بارتدافهم غير هم؟ قلت: بأن المراد بالألف من قاتل منهم، أو الوجوه منهم الذين من سواهم أتباع لهم. فإن قلت إلام يرجع الضمير في (وما جعله)؟ قلت: إلى قوله أنى ممدكم، لأن المعنى: فاستجاب لكم بإمدادكم. فإن قلت: فيمن قرأ بالكسر؟
قلت: إلى قوله - أنى ممدكم - لأنه مفعول القول المضمر فهو في معنى القول ويجوز أن يرجع إلى الإمداد الذي يدل عليه ممدكم (إلا بشرى) إلا بشارة لكم بالنصر كالسكينة لبني إسرائيل: يعنى أنكم استغثتم وتضرعتم لقلتكم وذلتكم، فكان الإمداد بالملائكة بشارة لكم بالنصر وتسكينا منكم وربطا على قلوبكم (وما النصر إلا من عند الله) يريد ولا تحسبوا النصر من الملائكة فإن الناصر هو الله لكم وللملائكة، أو وما النصر بالملائكة وغيرهم ن الأسباب إلا من عند الله، والمنصور من نصره الله (إذ يغشاكم) بدل ثان من إذ يعدكم، أو منصوب بالنصر، أو بما في - من عند الله - من معنى الفعل، أو بما جعله الله، أو بإضمار أذكر. وقرئ يغشيكم بالتخفيف والتشديد، ونصب
قلت: إلى قوله - أنى ممدكم - لأنه مفعول القول المضمر فهو في معنى القول ويجوز أن يرجع إلى الإمداد الذي يدل عليه ممدكم (إلا بشرى) إلا بشارة لكم بالنصر كالسكينة لبني إسرائيل: يعنى أنكم استغثتم وتضرعتم لقلتكم وذلتكم، فكان الإمداد بالملائكة بشارة لكم بالنصر وتسكينا منكم وربطا على قلوبكم (وما النصر إلا من عند الله) يريد ولا تحسبوا النصر من الملائكة فإن الناصر هو الله لكم وللملائكة، أو وما النصر بالملائكة وغيرهم ن الأسباب إلا من عند الله، والمنصور من نصره الله (إذ يغشاكم) بدل ثان من إذ يعدكم، أو منصوب بالنصر، أو بما في - من عند الله - من معنى الفعل، أو بما جعله الله، أو بإضمار أذكر. وقرئ يغشيكم بالتخفيف والتشديد، ونصب