____________________
قابله بالصبر وانتظار النصر ضمن الله له الفرج. وعن الحسن: عجبت ممن خف كيف خف وقد سمع قوله وتلا الآية. ومعنى خف: طاش جزعا وقلة صبر ولم يرزن رزانة أولى الصبر. وقرأ عاصم في رواية - وتمت كلمات ربك الحسنى - ونظيره - من آيات ربه الكبرى - (ما كان يصنع فرعون وقومه) ما كانوا يعملون ويسوون من العمارات وبناء القصور (وما كانوا يعرشون) من الجنات - وهو الذي أنشأ جنات معروشات - أو وما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره. وقرئ يعرشون بالكسر والضم، وذكر اليزيدي أن الكسر أفصح، وبلغني أنه قرأ بعض الناس يغرسون من غرس الأشجار وما أحسبه إلا تصحيفا منه. وهذا آخر ما اقتص الله من نبأ فرعون والقبط وتكذيبهم بآيات الله وظلمهم ومعاصيهم، ثم أتبعه اقتصاص نبأ بني إسرائيل وما أحدثوه بعد إنقاذهم من مملكة فرعون واستعباده ومعاينتهم الآيات العظام ومجاوزتهم البحر من عبادة البقر وطلب رؤية الله جهرة وغير ذلك من أنواع الكفر والمعاصي ليعلم حال الإنسان، وأنه كما وصفهم ظلوم كفار جهول كنود إلا من عصمه الله - وقليل من عبادي الشكور - وليسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رأى من بني إسرائيل بالمدينة. وروى أنه عبر بهم موسى يوم عاشوراء بعد ما أهلك الله تعالى فرعون وقومه فصاموه شكرا لله تعالى (فأتوا على قوم) فمروا عليهم (يعكفون على أصنام لهم) يواظبون على عبادتها ويلازمونها. قال ابن جريج:
كانت تماثيل بقر، وذلك أول شأن العجل، وقيل كانوا قوما من لخم. وقيل كانوا من الكنعانيين الذين أمر موسى عليه السلام بقتالهم. وقرئ وجوزنا بمعنى أجزنا، يقال أجاز المكان وجوزه وجاوزه بمعنى جازه كقولك أعلاه وعلاه وعالاه. وقرئ يعكفون بضم الكاف وكسرها (اجعل لنا إلها) صنما نعكف عليه (كما لهم آلهة) أصنام يعكفون عليها وما كافة للكاف ولذلك وقعت الجملة بعدها. وعن علي رضي الله عنه أن يهوديا قال له:
اختلفتم بعد نبيكم قبل أن يجف ماؤه، فقال: قلتم اجعل لنا إلها قبل أن تجف أقدامكم (إنكم قوم تجهلون) تعجب من قولهم على أثر ما رأوا من الآية العظمى والمعجزة الكبرى، فوصفهم بالجهل المطلق وأكده لأنه لا جهل أعظم مما رأى منهم ولا أشنع (إن هؤلاء) يعني عبدة تلك التماثيل (متبر ما هم فيه) مدمر مكسر ما هم فيه من قولهم إناء متبر: إذا كان فضاضا، ويقال لكسار الذهب التبر: أي يتبر الله ويهدم دينهم الذي هم عليه على يدي ويحطم أصنامهم هذه ويتركها رضاضا (باطل ما كانوا يعملون) أي ما عملوا شيئا من عبادتها فيما سلف إلا وهو باطل مضمحل لا ينتفعون به وإن كان في زعمهم تقربا إلى الله كما قال تعالى - وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - وفي إيقاع هؤلاء اسما لأن، وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبرا لها وسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار وأنه لا يعدوهم البتة، وأنه لهم ضربة لازب ليحذرهم عاقبة ما طلبوا ويبغض إليهم ما أحبوا (أغير الله أبغيكم إلها) أغير المستحق للعبادة أطلب لكم معبودا وهو فعل بكم ما فعل دون غيره من الإختصاص بالنعمة التي
كانت تماثيل بقر، وذلك أول شأن العجل، وقيل كانوا قوما من لخم. وقيل كانوا من الكنعانيين الذين أمر موسى عليه السلام بقتالهم. وقرئ وجوزنا بمعنى أجزنا، يقال أجاز المكان وجوزه وجاوزه بمعنى جازه كقولك أعلاه وعلاه وعالاه. وقرئ يعكفون بضم الكاف وكسرها (اجعل لنا إلها) صنما نعكف عليه (كما لهم آلهة) أصنام يعكفون عليها وما كافة للكاف ولذلك وقعت الجملة بعدها. وعن علي رضي الله عنه أن يهوديا قال له:
اختلفتم بعد نبيكم قبل أن يجف ماؤه، فقال: قلتم اجعل لنا إلها قبل أن تجف أقدامكم (إنكم قوم تجهلون) تعجب من قولهم على أثر ما رأوا من الآية العظمى والمعجزة الكبرى، فوصفهم بالجهل المطلق وأكده لأنه لا جهل أعظم مما رأى منهم ولا أشنع (إن هؤلاء) يعني عبدة تلك التماثيل (متبر ما هم فيه) مدمر مكسر ما هم فيه من قولهم إناء متبر: إذا كان فضاضا، ويقال لكسار الذهب التبر: أي يتبر الله ويهدم دينهم الذي هم عليه على يدي ويحطم أصنامهم هذه ويتركها رضاضا (باطل ما كانوا يعملون) أي ما عملوا شيئا من عبادتها فيما سلف إلا وهو باطل مضمحل لا ينتفعون به وإن كان في زعمهم تقربا إلى الله كما قال تعالى - وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - وفي إيقاع هؤلاء اسما لأن، وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبرا لها وسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار وأنه لا يعدوهم البتة، وأنه لهم ضربة لازب ليحذرهم عاقبة ما طلبوا ويبغض إليهم ما أحبوا (أغير الله أبغيكم إلها) أغير المستحق للعبادة أطلب لكم معبودا وهو فعل بكم ما فعل دون غيره من الإختصاص بالنعمة التي