____________________
الكثير الغزير، ومنها ما ينشق انشقاقا بالطول أو بالعرض فينبع منه الماء أيضا (يهبط) يتردى من أعلى الجبل قرئ بضم الباء والخشية مجاز على انقيادها لأمر الله تعالى وأنها لا تمتنع على ما يريد فيها، وقلوب هؤلاء لا تنقاد ولا تفعل ما أمرت به وقرئ يعملون بالياء والتاء وهو وعيد (أفتطمعون) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين (أن يؤمنوا لكم) أن يحدثوا الإيمان لأجل دعوتكم ويستجيبوا لكم كقوله - فآمن له لوط - يعنى اليهود (وقد كان فريق منهم) طائفة فيمن سلف منهم (يسمعون كلام الله) وهو ما يتلونه من التوراة (ثم يحرفونه) كما حرفوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وقيل كان قوم من السبعين المختارين سمعوا كلام الله حين كلم موسى بالطور وما أمر به ونهى ثم قالوا: سمعنا الله يقول في آخره إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم أن لا تفعلوا فلا بأس وقرئ " كلم الله " (من بعد ما عقلوه) من بعد ما فهموه وضبطوه بعقلوهم ولم تبق لهم شبهة في صحته (وهم يعلمون) أنهم كاذبون مفترون والمعنى إن كفر هؤلاء وحرفوا فلهم سابقة في ذلك (وإذا لقوا) يعنى اليهود (قالوا) قال منافقوهم (آمنا) بأنكم على الحق وأن محمدا هو الرسول المبشر له (وإذا خلا بعضهم) الذين لم ينافقوا (إلى بعض) الذين نافقوا (قالوا) عاتبين عليهم (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) بما بين لكم في التوراة من صفة محمد أو قال المنافقون لأعقابهم يرونهم التصلب في دينهم (أتحدثونهم) إنكارا عليهم أن يفتحوا عليهم شيئا في كتابهم فينافقون المؤمنين وينافقون اليهود (ليحاجوكم به عند ربكم) ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه جعلوا محاجتهم به وقولهم هو في كتابكم هكذا محاجة عند الله ألا تراك تقول هو في كتاب الله هكذا وهو عند الله هكذا بمعنى واحد (يعلم) جميع (ما يسرون وما يعلنون) ومن ذلك إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان (ومنهم أميون) لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة وتحققوا ما فيها (لا يعلمون الكتاب) التوراة (إلا أماني) إلا ما هم عليه من أمانيهم وأن الله يعفوا عنهم ويرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم وإن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم وما تمينهم أحبارهم من أن النار لا تمسهم إلا أياما معدودة، وقيل إلا أكاذيب مختلفة سمعوها من علمائهم