الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا
____________________
الأنهار؟ قلت: أما تنكير الجنات فقد ذكر، وأما تعريف الأنهار فأن يراد الجنس كما تقول: لفلان بستان فيه الماء الجاري والتين والعنب وألوان الفواكه، تشير إلى الأجناس التي في علم المخاطب أو يراد أنهارها، فعوض التعريف باللام من تعريف الإضافة كقوله - واشتعل الرأس شيبا - أو يشار باللام إلى الأنهار المذكورة في قوله - فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه - الآية وقوله (كلما رزقوا) لا يخلو من أن يكون صفة ثانية لجنات، أو خبر مبتدأ محذوف، أو جملة مستأنفة، لأنه لما قيل - أن لهم جنات - لم يخل خلد السامع ن يقع فيه أثمار تلك الجنات أشباه ثمار جنات الدنيا أم أجناس أخر لا تشابه هذه الأجناس، فقيل إن ثمارها أشباه ثمار جنات الدنيا: أي أجناسها وإن تفاوتت إلى غاية لا يعلمها إلا الله. فإن قلت: ما موقع (من ثمرة)؟ قلت:
هو كقولك كلما أكلت من بستانك من الرمان شيئا حمدتك، فموقع من ثمرة موقع قولك من الرمان كأنه قيل: كلما
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 255 256 259 260 261 263 264 265 ... » »»