الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
قالوا هذا الذي رزقنا من قبل
____________________
رزقوا من الجنات من أي ثمرة كانت من تفاحها أو رمانها أو عنبها أو غير ذلك رزقا قالوا ذلك، فمن الأولى والثانية كلتاهما لابتداء الغاية، لأن الرزق قد ابتدئ من الجنات، والرزق من الجنات قد ابتدئ من ثمرة وتنزيله تنزيل أن تقول: رزقني فلان فيقال لك من أين؟ فتقول من بستانه فيقال من أي ثمرة رزقك من بستانه؟ فتقول من رمان، وتحريره أن رزقوا جعل مطلقا مبتدأ من ضمير الجنات، ثم جعل مقيدا بالابتداء من ضمير الجنات مبتدأ من ثمرة وليس المراد بالثمرة التفاحة الواحدة أو الرمانة الفذة على هذا التفسير، وإنما المراد النوع من أنواع الثمار. ووجه آخر وهو أن يكون من ثمرة بيانا على منهاج قولك: رأيت منك أسدا، تريد أنت أسد، وعلى هذا يصح أن يراد بالثمرة النوع من الثمار والجنات الواحدة. فإن قلت: كيف قيل (هذا الذي رزقنا من قبل) وكيف تكون ذات الحاضر عندهم في الجنة هي ذات الذي رزقوه في الدنيا؟ قلت: معناه هذا مثل الذي رزقناه من قبل
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 255 256 259 260 261 263 264 265 266 ... » »»