الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٥١
وقودها الناس والحجارة
____________________
فإن قلت: فلم جاءت النار الموصوفة بهذه الجملة منكرة في سورة التحريم وههنا معرفة؟ قلت: تلك الآية نزلت بمكة فعرفوا منها نارا موصوفة بهذه الصفة، ثم نزلت هذه بالمدينة مشارا بها إلى ما عرفوه أولا. فإن قلت: ما معنى قوله تعالى (وقودها الناس والحجارة)؟ قلت: معناه أنها نار ممتازة عن غيرها من النيران بأنها لا تتقد إلا بالناس والحجارة، وبأن غيرها إن أريد إحراق الناس بها أو إحماء الحجارة أوقدت أولا بوقود ثم طرح فيها ما يراد إحراقه أو إحماؤه، وتلك أعاذنا الله منها برحمته الواسعة توقد بنفس ما يحرق ويحمى بالنار، وبأنها لإفراط حرها
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 247 248 249 251 252 253 255 256 259 ... » »»