الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٤٩
فاتقوا النار التي
____________________
في اتقاء النار انتفاء إتيانهم بسورة من مثله؟ قلت: إنهم إذا لم يأتوا بها وتبين عجزهم عن المعارضة صح عندهم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا صح عندهم صدقه ثم لزموا العناد ولم ينقادوا ولم يشايعوا استوجبوا العقاب بالنار، فقيل لهم: إن استبنتم العجز فاتركوا العناد، فوضع (فاتقوا النار) موضعه لأن اتقاء النار لصيقه وضميمه ترك العناد من حيث إنه من نتائجه، لأن من اتقى النار ترك المعاندة، ونظيره أن يقول الملك لحشمه: إن أردتم الكرامة عندي فاحذروا سخطي، يريد فأطيعونى واتبعوا أمري وافعلوا ما هو نتيجة حذر السخط، وهو من باب الكناية التي هي شعبة من شعب البلاغة، وفائدته الإيجاز الذي هو من حلية القران
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 243 244 247 248 249 251 252 253 255 256 ... » »»