الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
ولن تفعلوا
____________________
ويعد كيفيات وأفعالا فتقول له بئسما فعلت ولو ذكرت ما أنبته عنه لطال عليك وكذا لو لم يعدل عن لفظ الإتيان إلى لفظ الفعل لاستطيل أن يقال: فإن لم تأتوا بسورة من مثله ولن تأتوا بسورة من مثله فإن قلت:
(ولن تفعلوا) ما محلها؟ قلت لا محل لها لأنها جملة اعتراضية فإن قلت ما حقيقة لن في باب النفي؟ قلت:
لا ولن أختان في نفى المستقبل إلا أن في لن توكيدا وتشديدا تقول لصاحبك لا أقيم غدا فإن أنكر عليك قلت لن أقيم غدا كما تفعل في أنا مقيم وإني مقيم وهى عند الخليل في إحدى الروايتين عنه أصلها لا أن وعند الفراء لا أبدلت ألفها نونا وعند سيبويه وإحدى الروايتين عن الخليل حرف مقتضب لتأكيد نفى المستقبل فإن قلت من أين لك أنه إخبار بالغيب على ما هو به حتى يكون معجزة؟ قلت لأنهم لو عارضوه بشئ لم يمتنع أن يتواصفه الناس ويتناقلوه إذ خفاء مثله فيما عليه مبنى العادة محال لا سيما والطاعنون فيه أكثف عددا من الذابين عنه، فحين لم ينقل علم أنه إخبار بالغيب على ما هو به فكان معجزة فإن قلت: ما معنى اشتراطه
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 241 243 244 247 248 249 251 252 253 255 ... » »»