الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
فإن لم تفعلوا
____________________
العذاب المعد لمن كذب. وفيه دليلان على إثبات النبوة: صحة كون المتحدى به معجزا، والإخبار بأنهم لن يفعلوا وهو غيب لا يعلمه إلا الله. فإن قلت: انتفاء إتيانهم بالسورة واجب فهلا جئ بإذا الذي للوجوب دون أن الذي للشك؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما أن يساق القول معهم على حسب حسبانهم وطمعهم، وأن العجز عن المعارضة كان قبل التأمل كالمشكوك فيه لديهم لاتكالهم على فصاحتهم واقتدارهم على الكلام. والثاني أن يتهكم بهم كما يقول الموصوف بالقوة الواثق من نفسه بالغلبة على من يقاويه: إن غلبتك لم أبق عليك، وهو يعلم أنه غالبه ويتيقنه تهكما به. فإن قلت: لم عبر عن الإتيان بالفعل وأي فائدة في تركه إليه؟ قلت: لأنه فعل من الأفعال تقول: أتيت فلانا فيقال لك نعم ما فعلت. والفائدة فيه أنه جار مجرى الكناية التي تعطيك اختصارا ووجازة تغنيك عن طول المكنى عنه. ألا ترى أن الرجل يقول ضربت زيدا في موضع كذا على صفة كذا وشتمته ونكلت به
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 241 243 244 247 248 249 251 252 253 ... » »»