الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء
____________________
قلت: لم يقصره عليهم ولكن غلب المخاطبين على الغائبين في اللفظ والمعنى على إرادتهم جميعا فإن قلت: فهلا قيل تعبدون لأجل اعبدوا أو اتقوا المكان تتقون ليتجاوب طرفا النظم؟ قلت ليست التقوى غير العبادة حتى يؤدى ذلك إلى تنافر النظم وإنما التقوى قصارى أمر العابد ومنتهى جهده، فإذا قال اعبدوا ربكم الذي خلقكم للاستيلاء على أقصى غايات العبادة كان أبعث على العبادة وأشد إلزاما وأثبت لها في النفوس ونحوه أن تقول لعبدك احمل خريطة الكتب فما ملكتك يميني إلا لجر الأثقال ولو قلت لحمل خرائط الكتب لم يقع من نفسه ذلك
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 224 228 230 232 234 235 236 237 238 ... » »»