____________________
لو كان إبراهيم يطلب الميرة لنفسه لفعلت ولكنه يريدها للأضياف، فاجتاز غلمانه ببطحاء لينة فملئوا منها الغرائر حياء من الناس، فلما أخبروا إبراهيم عليه السلام ساءه الخبر فحملته عيناه وعمدت امرأته إلى غرارة منها فأخرجت أحسن حواري واختبزت، واستبه إبراهيم عليه السلام فاشتم رائحة الخبز فقال: من أين لكم؟ فقالت امرأته: من خليلك المصري، فقال بل من عند خليلي الله عز وجل، فسماه الله خليلا (والله ما في السماوات وما في الأرض) متصل بذكر العمال الصالحين والطالحين، ومعناه أن له ملك أهل السماوات والأرض فطاعته واجبة عليهم (وكان الله بكل شئ محيطا) فكان عالما بأعمالهم فمجازيهم على خيرها وشرها، فعليهم أن يختاروا لأنفسهم ما هو أصلح لها (ما يتلى) في محل الرفع أي الله يفتيك والمتلو (في الكتاب) في معنى اليتامى: يعني قوله - وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى - وهو من قولك أعجبني زيد وكرمه، ويجوز أن يكون ما يتلى عليكم مبتدأ وفي الكتاب خبره على أنها جملة معترضة، والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ تعظيما للمتلو عليهم وأن العدل والنصفة في حقوق اليتامى من عظائم الأمور المرفوعة الدرجات عند الله التي تجب مراعاتها والمحافظة عليها والمخل بها ظالم متهاون بما عظمه الله، ونحوه في تعظيم القرآن - وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم - ويجوز أن يكون مجرورا على القسم كأنه قبله قل الله يفتيكم فيهن وأقسم بما يتلى عليكم في الكتاب والقسم أيضا لمعين التعظيم، وليس بسديد أن يعطف على المجرور في فيهن لاختلاله من حيث اللفظ والمعنى. فإن قلت: بم تعلق قوله (في يتامى النساء)؟ قلت: في الوجه الأول هو صلة يتلى: أي يتلى عليكم في معناهن، ويجوز أن يكون في يتامى النساء بدلا من فيهن، وأما في الوجهين الآخرين فبدل لا غير.
فإن قلت: الإضافة في يتامى النساء ما هي؟ قلت: إضافة بمعنى من كقولك عندي سحق عمامة. وقرئ في يتامى النساء بياءين على قلب همزة أيامى ياء (لا تؤتونهن ما كتب لهن) وقرئ ما كتب الله لهن: أي ما فرض لهن من الميراث، وكان الرجل منهم يضم اليتيمة إلى نفسه ومالها، فإن كانت جميلة تزوجها وأكل المال، وإن كانت دميمة عضلها عن التزوج حتى تموت فيرثها (وترغبون أن تنكحوهن) يحتمل في أن تنكحوهن لجمالهن وعن أن تنكحوهن لدمامتهن. وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا جاءه ولي اليتيمة نظر، فإن كانت جميلة غنية قال: زوجها غيرك والتمس لها من هو خير منك، وإن كانت دميمة ولا مال لها قال: تزوجها فأنت أحق بها (والمستضعفين) مجرور معطوف على يتامى النساء، وكانوا في الجاهلية إنما يورثون الرجال القوام بالأمور دون الأطفال والنساء. ويجوز أن يكون خطابا للأوصياء كقوله - ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب - (وأن تقوموا) مجرور كالمستضعفين بمعنى يفتيكم في يتامى النساء وفي المستضعفين وفي أن تقوموا. ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى: ويأمركم أن تقوموا، وهو خطاب للأمة في أن ينظروا لهم ويستوفوا لهم حقوقهم ولا يخلوا أحدا يهتضمهم
فإن قلت: الإضافة في يتامى النساء ما هي؟ قلت: إضافة بمعنى من كقولك عندي سحق عمامة. وقرئ في يتامى النساء بياءين على قلب همزة أيامى ياء (لا تؤتونهن ما كتب لهن) وقرئ ما كتب الله لهن: أي ما فرض لهن من الميراث، وكان الرجل منهم يضم اليتيمة إلى نفسه ومالها، فإن كانت جميلة تزوجها وأكل المال، وإن كانت دميمة عضلها عن التزوج حتى تموت فيرثها (وترغبون أن تنكحوهن) يحتمل في أن تنكحوهن لجمالهن وعن أن تنكحوهن لدمامتهن. وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا جاءه ولي اليتيمة نظر، فإن كانت جميلة غنية قال: زوجها غيرك والتمس لها من هو خير منك، وإن كانت دميمة ولا مال لها قال: تزوجها فأنت أحق بها (والمستضعفين) مجرور معطوف على يتامى النساء، وكانوا في الجاهلية إنما يورثون الرجال القوام بالأمور دون الأطفال والنساء. ويجوز أن يكون خطابا للأوصياء كقوله - ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب - (وأن تقوموا) مجرور كالمستضعفين بمعنى يفتيكم في يتامى النساء وفي المستضعفين وفي أن تقوموا. ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى: ويأمركم أن تقوموا، وهو خطاب للأمة في أن ينظروا لهم ويستوفوا لهم حقوقهم ولا يخلوا أحدا يهتضمهم