والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا، ومن أصدق من الله قيلا. ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا. ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا.
____________________
عامة العلماء مباح في البهائم، وأما في بني آدم فمحظور، وعند أبي حنيفة يكره شراء الخصيان وإمساكهم واستخدامهم لان الرغبة فيهم تدعو إلى خصائهم. وقيل فطرة الله التي هي دين الاسلام. وقيل للحسن: إن عكرمة يقول هو الخصاء، فقال كذب عكرمة هو دين الله. وعن ابن مسعود هو الوشم، وعنه (لعن الله الواشرات والمتنمصات والمستوشمات المغيرات خلق الله) وقيل التخنث (وعد الله حقا) مصدر أن الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره (ومن أصدق من الله قيلا) توكيد ثالث بليغ. فإن قلت: ما فائدة هذه التوكيدات؟ قلت: معارضة مواعيد الشيطان الكاذبة وأمانيه الباطلة لقرنائه بوعد الله الصادق لأوليائه ترغيبا للعباد في إيثار ما يستحقون به تنجز وعد الله على ما يتجرعون في عاقبته غصص إخلاف مواعيد الشيطان. في (ليس) ضمير وعد الله: أي ليس ينال ما وعد الله من الثواب (بأمانيكم ولا) ب (أماني أهل الكتاب) والخطاب للمسلمين لأنه لا يتمنى وعد الله إلا من آمن به، وكذلك ذكر أهل الكتاب معهم لمشاركتهم لهم في الايمان بوعد الله. وعن مسروق والسدي هي في المسلمين. وعن الحسن: ليس الايمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا نحسن الظن بالله وكذبوا، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل له.
وقيل إن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم، وقال المسلمون: نحن أولى منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله، فنزلت. ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين لقولهم: إن كان الامر كما يزعم هؤلاء لنكونن خيرا منهم وأحسن حالا - لأوتين مالا وولدا - إن لي عنده للحسنى - وكان أهل الكتاب يقولون - نحن أبناء الله وأحباؤه - لن تمسنا النار إلا أياما معدودة - ويعضده تقدم ذكر أهل الشرك قبله. وعن مجاهد أن الخطاب للمشركين، قوله (من يعمل سوءا يجز به) وقوله (ومن يعمل من الصالحات) بعد ذكر تمني أهل الكتاب نحو من قوله - بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته - وقوله - والذين آمنوا وعملوا الصالحات - عقيب قوله - وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، وإذا أبطل الله الأماني وأثبت أن الامر كله معقود بالعمل وأن من أصلح عمله فهو الفائزة ومن أساء عمله فهو الهالك، تبين الامر ووضح ووجب قطع الأماني وحسم المطامع والاقبال على العمل الصالح، ولكنه فصيح لا تعيه الآذان ولا تلقى إليه الأذهان. فإن قلت: ما الفرق بين من الأولى والثانية؟ قلت: الأولى للتبعيض، أراد ومن يعمل بعض
وقيل إن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم، وقال المسلمون: نحن أولى منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله، فنزلت. ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين لقولهم: إن كان الامر كما يزعم هؤلاء لنكونن خيرا منهم وأحسن حالا - لأوتين مالا وولدا - إن لي عنده للحسنى - وكان أهل الكتاب يقولون - نحن أبناء الله وأحباؤه - لن تمسنا النار إلا أياما معدودة - ويعضده تقدم ذكر أهل الشرك قبله. وعن مجاهد أن الخطاب للمشركين، قوله (من يعمل سوءا يجز به) وقوله (ومن يعمل من الصالحات) بعد ذكر تمني أهل الكتاب نحو من قوله - بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته - وقوله - والذين آمنوا وعملوا الصالحات - عقيب قوله - وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، وإذا أبطل الله الأماني وأثبت أن الامر كله معقود بالعمل وأن من أصلح عمله فهو الفائزة ومن أساء عمله فهو الهالك، تبين الامر ووضح ووجب قطع الأماني وحسم المطامع والاقبال على العمل الصالح، ولكنه فصيح لا تعيه الآذان ولا تلقى إليه الأذهان. فإن قلت: ما الفرق بين من الأولى والثانية؟ قلت: الأولى للتبعيض، أراد ومن يعمل بعض