أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم
____________________
كان ذلك يوم أحد فقد نالوا منهم قبل أن يخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: كيف قيل (قرح مثله) وما كان قرحهم يوم أحد مثل قرح المشركين؟ قلت: بلى كان مثله ولقد قتل يومئذ خلق من الكفار، ألا ترى إلى قوله تعالى - ولقد صدقكم الله وعده إن تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون - (وتلك الأيام) تلك مبتدأ والأيام صفته، و (نداولها) خبره ويجوز أن يكون تلك الأيام مبتدأ وخبرا كما تقول: هي الأيام تبلي كل جديد، والمراد بالأيام أوقات الظفر والغلبة، نداولها: نصرفها بين الناس نديل تارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء، كقوله وهو من أبيات الكتاب:
فيوما علينا ويوما لنا * ويوما نساء ويوما نسر ومن أمثال العرب: الحرب سجال. وعن أبي سفيان أنه صعد الجبل يوم أحد فمكث ساعة ثم قال: أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وها أنا عمر، فقال أبو سفيان: يوم بيوم والأيام دول والحرب سجال، فقال عمر رضي الله عنه: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فقال: إنكم تزعمون ذلك فقد خبنا إذن وخسرنا، والمداولة مثل المعاورة، وقال:
يرد المياه فلا يزال مداولا * في الناس بين تمثل وسماع يقال داولت بينهم الشئ فتداولوه (وليعلم الله الذين آمنوا) فيها وجهان: أحدهما أن يكون المعلل محذوفا، معناه:
وليتميز الثابتون على الإيمان من الذين على حرف فعلنا ذلك وهو من باب التمثيل بمعنى فعلنا ذلك فعل من يريد أن يعلم من الثابت على الإيمان منكم من غير الثابت، وإلا فالله عز وجل لم يزل عالما بالأشياء قبل كونها، وقيل معناه: ليعلمهم علما يتعلق به الجزاء، وهو أن يعلمهم موجودا منهم الثبات. والثاني أن تكون العلة محذوفة وهذا عطف عليه معناه: وفعلنا ذلك ليكون كيت وكيت وليعلم الله، وإنما حذف للإيذان بأن المصلحة فيما فعل ليست بواحدة ليسليهم عما جرى عليهم وليبصرهم أن العبد يسوءه ما يجري عليه من المصائب ولا يشعر أن لله في ذلك من المصالح ما هو غافل عنه (ويتخذ منكم شهداء) وليكرم ناسا منكم بالشهادة يريد المستشهدين يوم أحد، أو وليتخذ منكم من يصلح للشهادة على الأمم يوم القيامة بما يبتلى به صبركم من الشدائد من قوله تعالى - لتكونوا شهداء على الناس - (والله لا يحب الظالمين) اعتراض بين بعض التعليل وبعض، ومعناه: والله لا يحب من ليس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المجاهدين في سبيل الله الممحصين من الذنوب، والتمحيص التطهير والتصفية (ويمحق الكافرين) ويهلكهم يعني إن كانت الدولة على المؤمنين فللتمييز والاستشهاد والتمحيص وغير ذلك مما هو أصلح لهم، وإن كانت على الكافرين فلمحقهم ومحو آثارهم (أم) منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار (ولما يعلم الله) بمعنى: ولما تجاهدوا، لأن العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقه لأنه منتف بانتفائه، يقول الرجل:
فيوما علينا ويوما لنا * ويوما نساء ويوما نسر ومن أمثال العرب: الحرب سجال. وعن أبي سفيان أنه صعد الجبل يوم أحد فمكث ساعة ثم قال: أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وها أنا عمر، فقال أبو سفيان: يوم بيوم والأيام دول والحرب سجال، فقال عمر رضي الله عنه: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فقال: إنكم تزعمون ذلك فقد خبنا إذن وخسرنا، والمداولة مثل المعاورة، وقال:
يرد المياه فلا يزال مداولا * في الناس بين تمثل وسماع يقال داولت بينهم الشئ فتداولوه (وليعلم الله الذين آمنوا) فيها وجهان: أحدهما أن يكون المعلل محذوفا، معناه:
وليتميز الثابتون على الإيمان من الذين على حرف فعلنا ذلك وهو من باب التمثيل بمعنى فعلنا ذلك فعل من يريد أن يعلم من الثابت على الإيمان منكم من غير الثابت، وإلا فالله عز وجل لم يزل عالما بالأشياء قبل كونها، وقيل معناه: ليعلمهم علما يتعلق به الجزاء، وهو أن يعلمهم موجودا منهم الثبات. والثاني أن تكون العلة محذوفة وهذا عطف عليه معناه: وفعلنا ذلك ليكون كيت وكيت وليعلم الله، وإنما حذف للإيذان بأن المصلحة فيما فعل ليست بواحدة ليسليهم عما جرى عليهم وليبصرهم أن العبد يسوءه ما يجري عليه من المصائب ولا يشعر أن لله في ذلك من المصالح ما هو غافل عنه (ويتخذ منكم شهداء) وليكرم ناسا منكم بالشهادة يريد المستشهدين يوم أحد، أو وليتخذ منكم من يصلح للشهادة على الأمم يوم القيامة بما يبتلى به صبركم من الشدائد من قوله تعالى - لتكونوا شهداء على الناس - (والله لا يحب الظالمين) اعتراض بين بعض التعليل وبعض، ومعناه: والله لا يحب من ليس من هؤلاء الثابتين على الإيمان المجاهدين في سبيل الله الممحصين من الذنوب، والتمحيص التطهير والتصفية (ويمحق الكافرين) ويهلكهم يعني إن كانت الدولة على المؤمنين فللتمييز والاستشهاد والتمحيص وغير ذلك مما هو أصلح لهم، وإن كانت على الكافرين فلمحقهم ومحو آثارهم (أم) منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار (ولما يعلم الله) بمعنى: ولما تجاهدوا، لأن العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقه لأنه منتف بانتفائه، يقول الرجل: