____________________
أو يعذبهم فتتشفى منهم. وقيل شجه عتبة بن أبي وقاص يوم أحد وكسر رباعيته فجعل يمسح الدم عن وجهه، وسالم مولى أبي حذيفة يغسل عن وجهه الدم وهو يقول: " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فنزلت " وقيل أراد أن يدعو عليهم، فنهاه الله تعالى لعلمه أن فيهم من يؤمن. وعن الحسن (يغفر لمن يشاء) بالتوبة ولا يشاء أن يغفر إلا للتائبين (ويعذب من يشاء) ولا يشاء أن يعذب إلا المستوجبين للعذاب. وعن عطاء يغفر لمن يتوب إليه ويعذب من لقيه ظالما وإتباعه قوله - أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون - تفسير بين لمن يشاء وإنهم المتوب عليهم أو الظالمون، ولكن أهل الأهواء والبدع يتصامون ويتعامون عن آيات الله فيخبطون خبط عشواء ويطيبون أنفسهم بما يفترون على ابن عباس من قولهم: يهب الذنب الكبير لمن يشاء ويعذب من يشاء على الذنب الصغير. (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) نهى عن الربا مع توبيخ بما كانوا عليه من تضعيفه، كان الرجل منهم إذا بلغ الدين محله زاد في الأجل فاستغرق بالشئ الطفيف مال المديون (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) كان أبو حنيفة رحمه الله يقول: هي أخوف آية في القرآن حيث أوعد الله المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه في اجتناب محارمه. وقد أمد ذلك بما أتبعه من تعليق رجاء المؤمنين لرحمته بتوفرهم على طاعته وطاعة رسوله. ومن تأمل هذه الآية وأمثالها لم يحدث نفسه بالأطماع الفارغة والتمني على الله تعالى. وفي ذكره تعالى لعل وعسى في نحو هذه المواضع وإن قال الناس ما قالوا ما لا يخفى على العارف الفطن من دقة مسلك التقوى وصعوبة إصابة رضا الله وعزة التوصل إلى رحمته وثوابه. في مصاحف أهل المدينة والشأم سارعوا بغير واو، وقرأ الباقون بالواو وتنصره قراءة أبي وعبد الله " وسابقوا " ومعنى المسارعة إلى المغفرة والجنة الإقبال على ما يستحان به (عرضها السماوات والأرض) أي عرضها عرض السماوات والأرض كقوله - عرضها كعرض السماء والأرض - والمراد وصفها بالسعة والبسطة، فشبهت بأوسع ما علمه الناس من خلقه وأبسطه، وخص العرض لأنه في العادة أدنى من الطول للمبالغة كقوله - بطائنها من إستبرق - وعن ابن عباس رضي الله عنه: كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض (في السراء والضراء) في حال الرخاء واليسر وحال الضيقة والعسر لا يخلون بأن