____________________
الحرث الذين ظلموا أنفسهم: أي وما ظلمهم الله بإهلاك حرثهم ولكن ظلموا أنفسهم بارتكاب ما استحقوا به العقوبة. وقرئ ولكن بالتشديد بمعنى ولكن أنفسهم يظلمونها هم، ولا يجوز أن يراد ولكنه أنفسهم يظلمون على إسقاط ضمير الشأن لأنه إنما يجوز في الشعر. بطانة الرجل ووليجته: خصيصه وصفيه الذي يفضي إليه بشقوره ثقة به شبه ببطانة الثوب كما يقال فلان شعاري. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " الأنصار شعار والناس دثار " (من دونكم) من دون أبناء جنسكم وهم المسلمون، ويجوز تعلقه بلا تتخذوا وببطانة على الوصف: أي بطانة كائنة من دونكم مجاوزة لكم (لا يألونكم خبالا) يقال ألا في الأمر يألوا إذا قصر فيه، ثم استعمل معدى إلى مفعولين في قولهم: لا آلوك نصحا ولا آلوك جهدا على التضمين، والمعنى: لا أمنعك نصحا ولا أنقصكه والخبال: الفساد (ودوا ما عنتم) ودوا عنتكم على أن ما مصدرية، والعنت: شدة الضرر والمشقة وأصله انهياض العظم بعد جبره: أي تمنوا أن يضروكم في دينكم ودنياكم أشد الضرر وأبلغه (قد بدت البغضاء من أفواههم) لأنهم لا يتمالكون مع ضبطهم أنفسهم وتحاملهم عليها أن ينفلت من ألسنتهم ما يعلم به بغضهم للمسلمين. وعن قتادة:
قد بدت البغضاء لأوليائهم من المنافقين والكفار لاطلاع بعضهم بعضا على ذلك وفي قراءة عبد الله " قد بدا البغضاء " (قد بينا لكم الآيات) الدالة على وجوب الإخلاص في الدين وموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه (إن كنتم تعقلون) ما بين لكم فعملتم له. فإن قلت: كيف موقع هذه الجمل؟ قلت: يجوز أن يكون لا يألونكم صفة للبطانة، وكذلك قد بدت البغضاء كأنه قيل بطانة غير آليكم خبالا بادية بغضاؤهم، وأما قد بينا فكلام مبتدأ
قد بدت البغضاء لأوليائهم من المنافقين والكفار لاطلاع بعضهم بعضا على ذلك وفي قراءة عبد الله " قد بدا البغضاء " (قد بينا لكم الآيات) الدالة على وجوب الإخلاص في الدين وموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه (إن كنتم تعقلون) ما بين لكم فعملتم له. فإن قلت: كيف موقع هذه الجمل؟ قلت: يجوز أن يكون لا يألونكم صفة للبطانة، وكذلك قد بدت البغضاء كأنه قيل بطانة غير آليكم خبالا بادية بغضاؤهم، وأما قد بينا فكلام مبتدأ