____________________
- فقاتلوا - فإن قلت: فمن يباشر؟ قلت: كل مسلم تمكن منه واختص بشرائطه، وقد أجمعوا أن من رأى غيره تاركا للصلاة وجب عليه الإنكار لأنه معلوم قبحه لكل أحد، وأما الإنكار الذي بالقتال فالإمام وخلفاؤه أولى لأنهم أعلم بالسياسة ومعهم عدتها. فإن قلت: فمن يؤمر وينهى؟ قلت: كل مكلف، وغير المكلف إذا هم بضرر غيره منع كالصبيان والمجانين، وينهى الصبيان عن المحرمات حتى لا يتعودوها كما يؤخذون بالصلاة ليمرنوا عليها.
فإن قلت: هل يجب على مرتكب المنكر أن ينهى عما يرتكبه؟ قلت: نعم يجب عليه لأن ترك ارتكابه وإنكاره واجبان عليه، فبتركه أحد الواجبين لا يسقط عنه الواجب الآخر. وعن السلف مروا بالخير وإن لم تفعلوا. وعن الحسن أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول: لا أقول ما أفعل، فقال: وأينا يفعل ما يقول؟ ود الشيطان لو ظفر بهذه منكم فلا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر. فإن قلت: كيف قيل يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف؟
قلت: الدعاء إلى الخير عام في التكاليف من الأفعال والتروك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص، فجئ بالعام ثم عطف عليه الخاص إيذانا بفضله كقوله - والصلاة الوسطى - (كالذين تفرقوا واختلفوا) وهم اليهود والنصارى (من بعد ما جاءهم البينات) الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهي كلمة الحق، وقيل هم مبتدعوا هذه الأمة وهم المشبهة والمجبرة والحشوية وأشباههم (يوم تبيض وجوه) نصب بالظرف وهو لهم أو بإضمار أذكر، وقرئ تبيض وتسود بكسر حرف المضارعة، وتبياض وتسواد، والبياض من النور والسواد من الظلمة، فمن كان من أهل نور الحق وسم ببياض اللون وإسفاره وإشراقه وابيضت صحيفته وأشرقت وسعى النور بين يديه وبيمينه، ومن كان من أهل ظلمة الباطل وسم بسواد اللوم وكسوفه وكمده واسودت صحيفته واظلمت وأحاطت به الظلمة من كل وجانب، نعوذ بالله وبسعة رحمته من ظلمات الباطل وأهله (أكفرتم) فيقال لهم أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم، والظاهر أنهم أهل الكتاب. وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه. وعن عطاء تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسود وجوه بني قريظة
فإن قلت: هل يجب على مرتكب المنكر أن ينهى عما يرتكبه؟ قلت: نعم يجب عليه لأن ترك ارتكابه وإنكاره واجبان عليه، فبتركه أحد الواجبين لا يسقط عنه الواجب الآخر. وعن السلف مروا بالخير وإن لم تفعلوا. وعن الحسن أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول: لا أقول ما أفعل، فقال: وأينا يفعل ما يقول؟ ود الشيطان لو ظفر بهذه منكم فلا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر. فإن قلت: كيف قيل يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف؟
قلت: الدعاء إلى الخير عام في التكاليف من الأفعال والتروك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص، فجئ بالعام ثم عطف عليه الخاص إيذانا بفضله كقوله - والصلاة الوسطى - (كالذين تفرقوا واختلفوا) وهم اليهود والنصارى (من بعد ما جاءهم البينات) الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهي كلمة الحق، وقيل هم مبتدعوا هذه الأمة وهم المشبهة والمجبرة والحشوية وأشباههم (يوم تبيض وجوه) نصب بالظرف وهو لهم أو بإضمار أذكر، وقرئ تبيض وتسود بكسر حرف المضارعة، وتبياض وتسواد، والبياض من النور والسواد من الظلمة، فمن كان من أهل نور الحق وسم ببياض اللون وإسفاره وإشراقه وابيضت صحيفته وأشرقت وسعى النور بين يديه وبيمينه، ومن كان من أهل ظلمة الباطل وسم بسواد اللوم وكسوفه وكمده واسودت صحيفته واظلمت وأحاطت به الظلمة من كل وجانب، نعوذ بالله وبسعة رحمته من ظلمات الباطل وأهله (أكفرتم) فيقال لهم أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم، والظاهر أنهم أهل الكتاب. وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه. وعن عطاء تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسود وجوه بني قريظة