الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
فإن فاءو فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم
____________________
يطلق، وإن أبى طلق عليه الحاكم، ومعنى قوله (فإن فاءوا) فإن فاءوا في الأشهر بدليل قراءة عبد الله فإن فاءوا فيهن (فإن الله غفور رحيم) يغفر للمولين ما عسى يقدمون عليه من طلب ضرار النساء بالايلاء وهو الغالب، وإن كان يجوز أن يكون على رضائهن إشفاقا منهن على الولد من الغيل أو لبعض الأسباب لأجل الفيئة التي هي مثل التوبة (وإن عزموا الطلاق) فتربصوا إلى مضى المدة (فإن الله سميع عليم) وعيد على إصرارهم وتركهم الفيئة، وعلى قول الشافعي رحمه الله: معناه فإن فاءوا وإن عزموا بعد مضى المدة. فان قلت: كيف موقع الفاء إذا كانت الفيئة قبل انتهاء مدة التربص؟ قلت: موقع صحيح لان قوله فإن فاءوا وإن عزموا تفصيل لقوله - للذين يؤلون من نسائهم - والتفصيل يعقب المفصل كما تقول: أنا نزيلكم هذا الشهر فإن أحمدتكم أقمت عندكم إلى آخره وإلا لم أقم إلا ريثما أتحول، فان قلت: ما تقول في قوله - فان الله سميع عليم - وعزمهم الطلاق مما يعلم ولا يسمع؟ قلت:
الغالب أن العازم للطلاق وترك الفيئة والضرار لا يخلو من مقاولة ودمدمة، ولا بد له من أن يحدث نفسه ويناجيها
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»