____________________
باب الجهل والسفه، وقرئ هزؤا بضمتين، وهزأ بسكون الزاي نحو كفؤا وكفؤا. وقرأ حفص هزوا بالضمتين والواو وكذلك كفوا. والعياذ واللياذ من واد واحد. في قراءة عبد الله: سل لنا ربك ما هي؟ سؤال عن حالها وصفتها، وذلك أنهم تعجبوا من بقرة ميتة يضرب ببعضها ميت فيحيا، فسألوا عن صفة تلك البقرة العجيبة الشأن الخارجة عما عليه البقر. والفارض المسنة وقد فرضت فروضا فهي فارض. قال خفاف بن ندبة:
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا * تساق إليه ما تقوم على رجل وكأنها سميت فارضا لأنها فرضت سنها: أي قطعتها وبلغت آخرها، والبكر الفتية. والعوان النصف. قال:
* نواعم بين أبكار وعون * وقد عونت. فإن قلت: (بين) يقتضى شيئين فصاعدا فمن أين جاز دخوله على (ذلك)؟
قلت: لأنه في معنى شيئين حيث وقع مشارا به إلى ما ذكر من الفارض والبكر. فإن قلت: كيف جاز أن يشار به إلى مؤنثين وإنما هو للإشارة إلى واحد مذكر؟ قلت: جاز ذلك على تأويل ما ذكر وما تقدم للاختصار في الكلام كما جعلوا فعل نائبا عن أفعال جمة تذكر قبله تقول للرجل نعم ما فعلت وقد ذكر لك أفعالا كثيرة وقصة طويلة، كما تقول له ما أحسن ذلك، وقد يجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في هذا. قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة في قوله:
فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق إن أردت الخطوط فقل كأنها، وإن أردت السواد والبلق فقل كأنهما فقال: أردت كأن ذاك ويلك، والذي حسن منه أن أسماء الإشارة تثنيتها وجمعها وتأنيثها ليست على الحقيقة، وكذلك الموصولات ولذلك جاء الذي بمعنى الجمع (ما تؤمرون) أي ما تؤمرونه بمعنى تؤمرون به من قوله: أمرتك الخير أو أمركم بمعنى مأموركم، تسمية للمفعول بالمصدر كضرب الأمير. الفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأنصعه، يقال في التوكيد أصفر فاقع ووارس كما يقال أسود حالك وحانك وأبيض يقق ولهق وأحمر قانئ وذريحي وأخضر ناضر ومدهام وأورق خطباني وأرمك رداني. فإن قلت: فاقع ههنا واقع خبرا عن اللون فلم يقع توكيدا لصفراء؟ قلت: لم يقع خبرا عن اللون وإنما وقع توكيدا لصفراء، إلا أنه ارتفع اللون به ارتفاع الفاعل، واللون من سببها وملتبس بها فلم يكن فرق بين قولك صفراء فاقعة وصفراء فاقع لونها. فإن قلت: فهلا قيل صفراء فاقعة وأي فائدة في ذكر اللون؟
قلت: الفائدة فيه التوكيد لأن اللون اسم للهيئة وهى الصفرة، فكأنه قيل شديدة الصفرة صفرتها، فهو من قولك جد جده وجنونك مجنون. وعن وهب إذا نظرت إليها خيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها. والسرور لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه، وعن علي رضي الله عنه: من لبس نعلا صفرة قل همه لقوله تعالى
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا * تساق إليه ما تقوم على رجل وكأنها سميت فارضا لأنها فرضت سنها: أي قطعتها وبلغت آخرها، والبكر الفتية. والعوان النصف. قال:
* نواعم بين أبكار وعون * وقد عونت. فإن قلت: (بين) يقتضى شيئين فصاعدا فمن أين جاز دخوله على (ذلك)؟
قلت: لأنه في معنى شيئين حيث وقع مشارا به إلى ما ذكر من الفارض والبكر. فإن قلت: كيف جاز أن يشار به إلى مؤنثين وإنما هو للإشارة إلى واحد مذكر؟ قلت: جاز ذلك على تأويل ما ذكر وما تقدم للاختصار في الكلام كما جعلوا فعل نائبا عن أفعال جمة تذكر قبله تقول للرجل نعم ما فعلت وقد ذكر لك أفعالا كثيرة وقصة طويلة، كما تقول له ما أحسن ذلك، وقد يجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في هذا. قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة في قوله:
فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق إن أردت الخطوط فقل كأنها، وإن أردت السواد والبلق فقل كأنهما فقال: أردت كأن ذاك ويلك، والذي حسن منه أن أسماء الإشارة تثنيتها وجمعها وتأنيثها ليست على الحقيقة، وكذلك الموصولات ولذلك جاء الذي بمعنى الجمع (ما تؤمرون) أي ما تؤمرونه بمعنى تؤمرون به من قوله: أمرتك الخير أو أمركم بمعنى مأموركم، تسمية للمفعول بالمصدر كضرب الأمير. الفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأنصعه، يقال في التوكيد أصفر فاقع ووارس كما يقال أسود حالك وحانك وأبيض يقق ولهق وأحمر قانئ وذريحي وأخضر ناضر ومدهام وأورق خطباني وأرمك رداني. فإن قلت: فاقع ههنا واقع خبرا عن اللون فلم يقع توكيدا لصفراء؟ قلت: لم يقع خبرا عن اللون وإنما وقع توكيدا لصفراء، إلا أنه ارتفع اللون به ارتفاع الفاعل، واللون من سببها وملتبس بها فلم يكن فرق بين قولك صفراء فاقعة وصفراء فاقع لونها. فإن قلت: فهلا قيل صفراء فاقعة وأي فائدة في ذكر اللون؟
قلت: الفائدة فيه التوكيد لأن اللون اسم للهيئة وهى الصفرة، فكأنه قيل شديدة الصفرة صفرتها، فهو من قولك جد جده وجنونك مجنون. وعن وهب إذا نظرت إليها خيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها. والسرور لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه، وعن علي رضي الله عنه: من لبس نعلا صفرة قل همه لقوله تعالى