قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحق، فذبحوها وما كادوا يفعلون.
____________________
تسر الناظرين وعن الحسن البصري: صفراء فاقع لونها: سوداء شديدة السواد، ولعله مستعار من صفة الإبل لأن سوادها تعلوه صفرة، وبه فسر قوله تعالى - جمالات صفر قال الأعشى:
تلك خيلي منه وتلك ركابي * هن صفر أولادها كالزبيب (ما هي) مرة ثانية تكرير للسؤال عن حالها وصفتها واستكشاف زائد ليزدادوا بيانا لوصفها، وعن النبي صلى الله عليه وسلم " لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم " والاستقصاء شؤم، وعن بعض الخلفاء أنه كتب إلى عامله بأن يذهب إلى قوم فيقطع أشجارهم ويهدم دورهم، فكتب إليه بأيها أبدأ؟
فقال: إن قلت لك بقطع الشجر سألتني بأي نوع منها أبدأ. وعن عمر بن عبد العزيز إذا أمرتك أن تعطى فلانا شاة سألتني أضائن أم ماعز، فإن بينت لك قلت أذكر أم أنثى، فإن أخبرتك قلت أسوداء أم بيضاء، فإذا أمرتك بشئ فلا تراجعني. وفى الحديث " أعظم الناس جرما من سأل عن شئ لم يحرم فحرم لأجل مسألته " (إن البقر تشابه علينا) أي إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا أيها نذبح، وقرئ تشابه بمعنى تتشابه بطح التاء وإدغامها في الشين وتشابهت ومتشابهة ومتشابه، وقرأ محمد ذو الشامة إن الباقر يشابه بالياء والتشديد.
جاء في الحديث " ولو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد " أي لو لم يقولوا إن شاء الله. والمعنى: إنا لمهتدون إلى البقرة المراد ذبحها، أو إلى ما خفى علينا من أمر القاتل (لا ذلول) صفة لبقرة بمعنى بقرة غير ذلول، يعنى لم تذلل للكراب وإثارة الأرض، ولا هي من النواضح التي يسنى عليها لسقى الحروث ولا الأولى للنفي والثانية مزيدة لتوكيد الأولى لأن المعنى: لا ذلول تثير وتسقى على أن الفعلين صفتان لذلول كأنه قيل: لا ذلول مثيرة وساقية.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: لا ذلول بمعنى لا ذلول هناك: أي حيث هي وهو نفى لذلها ولأن توصف به فيقال هي ذلول، ونحوه قولك مررت بقوم لا بخيل ولا جبان: أي فيهم أو حيث هم. وقرئ تسقى بضم التاء من أسقى (مسلمة) سلمها الله من العيوب أو معفاة من العمل سلمها أهلها منه كقوله:
أو معبر الظهر ينبى عن وليته * ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا أو مخلصة اللون، من سلم له كذا: إذا خلص له لم يشب صفرتها شئ من الألوان (لاشية فيها) لا لمعة في نقبتها من لون آخر سوى الصفرة فهي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها وهى في الأصل مصدر وشاه وشيا وشية: إذا خلط بلونه لونا آخر، ومنه ثور موشى القوائم (جئت بالحق) أي بحقيقة وصف البقرة وما بقى إشكال في أمرها (فذبحوها) أي فحصلوا البقرة الجامعة لهذا الأوصاف كلها فذبحوها. وقوله (وما كادوا يفعلون) استثقال لاستقصائهم واستبطاء لهم وإنهم لتطويلهم المفرط وكثرة استكشافهم ما كادوا يذبحونها وما كادت تنتهي سؤالاتهم وما كاد ينقطع خيط إسهابهم فيها وتعمقهم. وقيل وما كادوا يذبحونها لغلاء ثمنها، وقيل لخوف الفضيحة
تلك خيلي منه وتلك ركابي * هن صفر أولادها كالزبيب (ما هي) مرة ثانية تكرير للسؤال عن حالها وصفتها واستكشاف زائد ليزدادوا بيانا لوصفها، وعن النبي صلى الله عليه وسلم " لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم " والاستقصاء شؤم، وعن بعض الخلفاء أنه كتب إلى عامله بأن يذهب إلى قوم فيقطع أشجارهم ويهدم دورهم، فكتب إليه بأيها أبدأ؟
فقال: إن قلت لك بقطع الشجر سألتني بأي نوع منها أبدأ. وعن عمر بن عبد العزيز إذا أمرتك أن تعطى فلانا شاة سألتني أضائن أم ماعز، فإن بينت لك قلت أذكر أم أنثى، فإن أخبرتك قلت أسوداء أم بيضاء، فإذا أمرتك بشئ فلا تراجعني. وفى الحديث " أعظم الناس جرما من سأل عن شئ لم يحرم فحرم لأجل مسألته " (إن البقر تشابه علينا) أي إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا أيها نذبح، وقرئ تشابه بمعنى تتشابه بطح التاء وإدغامها في الشين وتشابهت ومتشابهة ومتشابه، وقرأ محمد ذو الشامة إن الباقر يشابه بالياء والتشديد.
جاء في الحديث " ولو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد " أي لو لم يقولوا إن شاء الله. والمعنى: إنا لمهتدون إلى البقرة المراد ذبحها، أو إلى ما خفى علينا من أمر القاتل (لا ذلول) صفة لبقرة بمعنى بقرة غير ذلول، يعنى لم تذلل للكراب وإثارة الأرض، ولا هي من النواضح التي يسنى عليها لسقى الحروث ولا الأولى للنفي والثانية مزيدة لتوكيد الأولى لأن المعنى: لا ذلول تثير وتسقى على أن الفعلين صفتان لذلول كأنه قيل: لا ذلول مثيرة وساقية.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: لا ذلول بمعنى لا ذلول هناك: أي حيث هي وهو نفى لذلها ولأن توصف به فيقال هي ذلول، ونحوه قولك مررت بقوم لا بخيل ولا جبان: أي فيهم أو حيث هم. وقرئ تسقى بضم التاء من أسقى (مسلمة) سلمها الله من العيوب أو معفاة من العمل سلمها أهلها منه كقوله:
أو معبر الظهر ينبى عن وليته * ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا أو مخلصة اللون، من سلم له كذا: إذا خلص له لم يشب صفرتها شئ من الألوان (لاشية فيها) لا لمعة في نقبتها من لون آخر سوى الصفرة فهي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها وهى في الأصل مصدر وشاه وشيا وشية: إذا خلط بلونه لونا آخر، ومنه ثور موشى القوائم (جئت بالحق) أي بحقيقة وصف البقرة وما بقى إشكال في أمرها (فذبحوها) أي فحصلوا البقرة الجامعة لهذا الأوصاف كلها فذبحوها. وقوله (وما كادوا يفعلون) استثقال لاستقصائهم واستبطاء لهم وإنهم لتطويلهم المفرط وكثرة استكشافهم ما كادوا يذبحونها وما كادت تنتهي سؤالاتهم وما كاد ينقطع خيط إسهابهم فيها وتعمقهم. وقيل وما كادوا يذبحونها لغلاء ثمنها، وقيل لخوف الفضيحة