أن إيلاء المدد في الطغيان من الأفعال القبيحة التي تسند إلى الشياطين، فلا يجوز إسناده إلى الله تعالى. وأجاب أولا بأنهم لما أصروا على كفرهم خذلهم الله تعالى ومنعهم ألطافه فتزايد الرين: أي الدنس في قلوبهم، فسمى ذلك التزايد: أي ما تزايد من الرين مددا في الطغيان، وأسند إيلاؤه إلى الله نعالى، ففي المسند مجاز لغوى، وفى الإسناد مجاز عقلي لأنه إسناد الفعل إلى المسبب له، وفاعله في الحقيقة هم الكفرة. وثانيا بأنه أريد بالمد في الطغيان ترك القسر والإلجاء إلى الإيمان على ما سبق تقريره، وهو فعل الله تعالى، فإسناده إليه حقيقة وإن كان المسند مجازا. وثالثا بأن المراد منه معناه الحقيقي وهو فعل الشيطان، لكن أسند إليه تعالى مجازا على مذهبه لأنه بتمكينه وإقداره، وقد يتوهم أن إيقاع المد عليهم تجوز لازم على كل مذهب لأن حقيقته أن يوقع على الطغيان ونحوه مما وقع الزيادة فيه. ويدفع بأن المفهوم من مد طغيانهم ومدهم في الطغيان واحد (قوله وإلا) أي وإن لم يطابق اللفظ المعنى ولم يشهد بصحته (كان) المعنى أي نسبته (منه) أي من اللفظ (بمنزلة نسبة الأروى) وهو اسم جنس الأروية: أعني الأنثى من الوعول ولا تسكن إلا الجبل (من النعام) الذي لا يسكن إلا السهل، وهما مثل لغاية التباعد والتباين كالضب والنون (تعاهد) الشئ تحفظ به وتعهد أفصح منه (قوله وماوقع) أي وبقاء ما وقع به التحدي وسليما حال من الموصول وقوله (من تعاهد النظم) متعلق بمعنى البعد المستفاد من قوله على مراحل (قوله ويعضده ما قلناه) من أن يمدهم من المدد دون المد (قول الحسن) لأن التمادي في الضلالة يناسب تزايد الرين والظلمة لا امتداد العمر والإمهال (وأن هؤلاء) بفتح الهمزة معطوف على قول الحسن: أي ويضده هذا أيضا، لأن الطبع على القلوب يناسب ذلك التزايد لا طول العمر، وكسرة الهمزة على أنه من تتمة قوله وهم، واللقيان هو اللقاء، والغنيان هو الغنى.
يقال غنيت المرأة بزوجها غنيانا: أي استغنت به، وقيل هو مصدر قولك غنى بالمكان: إذا أقام (قوله فيها) أي