منازل عالية. وقيل: السماء اثنى عشر برجا يسير القمر في كل برج منها يومين وثلثا، فذلك ثمانية وعشرون منزلا. ثم يستتر ليلتين، ومسير الشمس في كل برج منها شهر. وقيل: البروج النجوم التي هي منازل الشمس والقمر.
وقوله (واليوم الموعود) قسم آخر بهذا اليوم. وروي عن النبي صلى الله عليه وآله انه اليوم الذي يجازى فيه ويفصل فيه القضاء، وهو يوم القيامة - وهو قول الحسن وقتادة وابن زيد -.
قوله (وشاهد ومشهود) قسم آخر بالشاهد والمشهود، فالشاهد النبي صلى الله عليه وآله والمشهود يوم القيامة - في قول الحسن بن علي عليه السلام وتلا قوله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (1) وقال (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) (2)، وهو قول ابن عباس وسعيد بن المسيب، وفي رواية أخرى عن ابن عباس إن الشاهد هو الله، والمشهود يوم القيامة. وقال قتادة:
الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. وقال الجبائي: الشاهد هم الذين يشهدون على الخلائق، والمشهود هم الذين يشهدون عليهم، قال: ويجوز أن يكون المراد المدركين والمدركات. وجواب القسم محذوف، وتقديره الامر حق في الجزاء على الاعمال. وقيل الجواب قوله (قتل أصحاب الأخدود) وقال الأخفش: يجوز أن يكون على التقديم والتأخير، وتقديره (قتل أصحاب الأخدود.. والسماء ذات البروج) وقوله (قتل أصحاب الأخدود) معناه لعن. وقيل لعنوا بتحريقهم في الدنيا قبل الآخرة. وقال الجبائي: يحتمل أن يكون المعنى بذلك القاتلين، ويحتمل أن يكون المقتولين، فإذا حمل على القاتلين، فمعناه لعنوا بما فعلوه من قتل المؤمنين وإن حمل على المقتولين، فالمعنى انهم قتلوا بالاحراق بالنار. وذكر الله هؤلاء.