جمع إلى مسكنه ما كان منتشرا بالنهار في تصرفه، يقال: وسقته أسقه وسقا إذا جمعته، وطعام موسوق أي مجموع في الغرائر والأوعية. والوسق الطعام المجتمع وقدره ستون صاعا.
وقوله (والقمر إذا اتسق) قسم آخر بالقمر واتساقه أي اجتماعه على تمام وهو افتعال من الوسق، فإذا تم نور القمر واستمر في ضيائه، فذلك الاتساق له.
وقال قتادة: معناه إذا استدار. وقال مجاهد: إذا استوى.
وقوله (لتركبن طبقا عن طبق) جواب القسم، ومعناه منزلة عن منزلة وطبقة عن طبقة وذلك أن من كان على صلاح دعاه إلى صلاح فوقه، ومن كان على فساد دعاه إلى فساد فوقه، لان كل شئ يحن إلى شكله. وقيل: معنى (طبقا عن طبق) جزاء عن عمل. وقيل: معناه شدة عن شدة. وقيل: طبقات السماء بعروج الأرواح. وقيل: معناه حالا عن حال من أحياء وإماتة، ثم أحياء. وقيل:
معناه لتصيرن إلى الآخرة عن الدنيا. وقال أبو عبيدة: معناه لتركبن سنة الأولين ومن كان قبلكم. ثم قال على وجه التبكيت لهم والتفريع (فما لهم لا يؤمنون) أي أي شئ لهم لأجله لا يصدقون بالله واليوم الآخر ولا يعترفون بالثواب والعقاب.
وقيل: معناه ما لهم لا يؤمنون أي ما وجه الارتياب الذي يصرفهم عن الايمان.
وقوله (وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) عطف على قوله (لا يؤمنون) والمعنى ما الذي يصرفهم عن الايمان وعن السجود لله والخضوع له والاعتراف بوحدانيته إذا بلي عليهم القرآن الذي أنزلته على محمد صلى الله عليه وآله الذي يلين القلب للعمل من الوعظ والوعد والوعيد يميز به بين الحق والباطل، وهو مع ذلك معتذر عليهم الاتيان بمثله، فهو معجز له صلى الله عليه وآله.