وقيل: عسعس دنا من أوله واظلم، والعس طلب الشئ بالليل، عس يعس عسا، ومنه أخذ العسس. وقال صاحب العين: العس نقض الليل عن أهل الريبة والعس قدح عظيم من خشب أو غيره، وكأن أصله امتلاء الشئ بما فيه، فقدح اللبن من شأنه أن يمتلئ به، ويمتلي، الليل بما فيه من الظلام، وعسعس أدبر بامتلاء ظلامه. وقال الحسن (والليل إذا عسعس) معناه إذا أظلم والصبح إذا تنفس إذا أسفر.
وقوله (والصبح إذا تنفس) قسم آخر بالصبح إذا أضاء وامتد ضوءه يقال:
تنفس الصبح وتنفس النهار إذا امتد بضوئه، والتنفس امتداد هواء الجوف بالخروج من الفم والانف يقال: تنفس الصعداء وقوله (إنه لقول رسول كريم) جواب الاقسام التي مضت، ومعنى (انه لقول) يعني القرآن (رسول كريم) وهو جبرائيل عليه السلام - في قول قتادة والحسن - بمعنى إنه سمعه من جبرائيل، ولم يقله من قبل نفسه. وقال: يجوز أن يراد به محمد صلى الله عليه وآله فإنه أتى به من عند الله. وقوله (ذي قوة) معناه قوي على أمر الله. وقيل: معناه قوي في نفسه - في قول من قال: عنى به جبرائيل - لان من قوته قلبه قريات لوط بقوادم أجنحته.
وقوله (عند ذي العرش) معناه عند الله صاحب العرش (مكين) أي متمكن عنده وفي الكلام تعظيم للرسول بأنه كريم، وأنه مكين عند ذي العرش العظيم وأن الله تعالى أكد ذلك أتم التأكيد. وقوله (مطاع ثم أمين) من قال المراد بالرسول جبرائيل، قال معناه إنه مطاع في الملائكة، أمين على وحي الله. وقال: عنى به الرسول صلى الله عليه وآله قال: معناه إنه يجب أن يطاع وأن من أطاعه فيما يدعوه إليه كان فائزا بخير الدنيا والآخرة. ويرجو بطاعته الثواب ويأمن