تكذبون بالدين (9) وإن عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون) (12) اثنتا عشرة آية.
قرأ أهل الكوفة (فعدلك) خفيفا. الباقون مشددا. وقرأ أبو جعفر (بل يكذبون) بالياء على الخبر الباقون بالتاء على الخطاب. وادغم حمزة والكسائي اللام في التاء ووافقهم الحلواني عن هشام.
هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين من عباده، وفيه تهديد ووعيد فإنه يقول (إذا السماء انفطرت) يعني انشقت، فالانفطار انقطاع الشئ من الجهات مثل تفطر، ومنه الفطير قطع العجين قبل بلوغه بما هو مناف لاستوائه، فطره يفطره إذا أوجده بما هو لقطع ما يصد عنه. والانفطار والانشقاق والانصداع واحد.
وقوله (وإذا الكواكب انتثرت) معناه إذا النجوم تساقطت وتواقعت، فالانتثار تساقط الشئ من الجهات يقال: انتثر ينثر انتثارا ونثره ينثره نثرا، واستنثر استنثارا والنثر من الكلام خلاف النظم (وإذا البحار فجرت) أي خرق بعض مواضع الماء إلى بعض يقال فجر الأنهار يفجرها تفجيرا، ومنه الفجر لانفجاره بالضياء، ومنه الفجور لانخراق صاحبه بالخروج إلى كثير من الذنوب. وقال قتادة معنى فجرت أي تفجر عذبها في مالحها، ومالحها في عذبها وقوله (وإذا القبور بعثر) معناه بحثر يقال: بعثر فلان حوضه وبحثره بمعنى واحد إذا جعل أسفله أعلاه، والبحثرة إثارة الشئ بقلب باطنه إلى ظاهره.
وقل ابن عباس: بعثرت بحثت.
وقوله (علمت نفس ما قدمت وأخرت) جواب الشرط في قوله (إذا السماء انفطرت) وما بعده من الشروط. ومعنى (ما قدمت وأخرت) ما اخذت