فنادى (23) فقال أنا ربكم الاعلى (24) فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) (25) احدى عشرة آية.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع (طوى اذهب) غير منونة. الباقون (طوى اذهب) منونة. وقرأ نافع (تزكى) مشددة الزاي بمعنى تتزكى، فادغم التاء في الزاي. الباقون خفيفة الزاي، فحذفت احدى التاءين. قال أبو عمرو:
يقال: تزكى مشددا إذا أردت تتصدق، ولم يدع موسى فرعون إلى أن يتصدق، وهو كافر. وإنما قال له هل لك ان تصير زاكيا، قال: فالتخفيف هو الاختيار.
ومن نون (طوى) جعله اسم واد، ومن لم ينون جعله اسم الأرض، لأنه معدول من (طاو). ومن كسر الطاء قال: قدس مرتين، وتبين فيه البركة مرتين، مثل ثنى وعدى.
هذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يقول له (وهل اتاك) يا محمد (حديث موسى) فلفظه لفظ الاستفهام والمراد به التقرير (إذ ناداه ربه) أي حين ناداه الله (بالواد المقدس طوى) فالنداء الدعاء على طريقة يا فلان، والندا مد الصوت بندائه، فمعنى (ناداه) قال له يا موسى. ثم أمره بالذهاب إلى فرعون الطاغي و (الوادي المقدس) يعني المطهر و (طوى) قال مجاهد وقتادة: واد، وقيل طوى التقديس. وقرأ الحسن (طوى) بكسر الطاء. وقيل طوي بالبركة والتقديس بندائه مرتين، قال طرفة بن العبد:
أعاذل إن اللوم في غير كنهه * علي طوى من غيك المتردد (1) أي اللوم المكرر، و (طوى) غير مصروف، لأنه اسم البقعة من الوادي