ذلك قدر لهم أي قدره الله لهم كذلك. قرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم (قواريرا قواريرا) بالتنوين فيهما. وقرأ بغير تنوين ولا الف في الوقف حمزة وابن عامر، وقرأ الأولى بالتنوين والثانية بغير تنوين ابن كثير. وقرأ أبو عمرو فيهما بغير تنوين إلا أنه يقف عليه بالألف. من نون الأولى اتبع المصحف، ولأنه رأس آية، ثم كرهوا أن يخالفوا بينهما فنونوا الثانية، وكذلك قرأ الكسائي (ألا ان ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) (1) صرفهما لئلا يخالف بينهما مع قربهما، ومن لم يصرفهما فعلى موجب العربية، لأنه جمع على (فواعيل) بعد ألفه حرفان. ومن صرف الأولى فلأنها رأس آية ولم يصرف الثانية على أصل العربية.
لما اخبر الله تعالى عن المؤمنين الذين وصفهم في الآيات الأولى وما أوفوا به من النذر في إطعامهم لوجه الله ما أطعموه وإيثارهم على نفوسهم المسكين واليتيم والأسير وإنهم فعلوا ذلك لوجه الله خالصا، ومخافة من عذاب يوم القيامة، اخبر بما أعد لهم من الجزاء على ذلك، فقال (فوقاهم الله شر ذلك اليوم) أي كفاهم الله ومنع عنهم أهوال يوم القيامة وشدائده، فالوقاء المنع من الأذى يقال: وقاه يقيه وقاء، فهو واق، ووقاه توقية قال رؤبة.
إن الموقي مثل ما وقيت (2) ومنه اتقاه اتقاء وتوقاه توقيا، والشر ظهور الضر، وأصله الظهور من قولهم:
وحتى أشرت بالأكف المصاحف (3) أي أظهرت، ومنه شررت الثوب إذا أظهرته للشمس أو الريح، ومنه شرار