فان قلت فوقك السقف وأمامك الأسد بالنصب لا غير. وقرأ نافع وحفص عن عاصم (خضر وإستبرق) بالرفع فيهما. وقرأ حمزة والكسائي بالجر فيهما. وقرأ ابن كثير وعاصم - في رواية أبي بكر (خضر) جرا (وإستبرق) رفعا. وقرأ ابن عامر وأبو عمرو (خضر) رفعا و (إستبرق) جرا، من رفعهما جعل (خضر) نعتا للثياب، وعطف عليه (وإستبرق) ومن جرهما جعل (خضر) من نعت (سندس) وعطف عليه (إستبرق) وتقديره عاليهم ثياب إستبرق. ومن رفع الأول جعله من نعت الثياب وجر الثاني على أنه عطف على (سندس) كأن عليهم ثياب سندس. ومن جعل (خضر) نعتا ل (سندس)، فلانه اسم جنس يقع على الجميع، فلذلك قال (خضر) ومن جعله نعتا للثياب فعلى اللفظ. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (وما يشاؤن) بالياء على الخبر عن الغائب. الباقون بالتاء على الخطاب.
لما قال الله تعالى على وجه التعظيم لشأن المؤمنين الذين وصفهم وعظم ما أعطوا من أنواع النعيم والولدان وأنواع الشراب وغير ذلك مما وصف، ووصف ذلك بأنه ملك كبير قال (عاليهم) وقيل معناه عالي حجالهم السندس. وفى نصب (عاليهم) قولان: قال الفراء: هو نصب على الظرف كقولك: فوقهم، وحكى ان العرب تقول: قومك داخل الدار. وانكر الزجاج ذلك وقال نصبه لا يجوز إلا على الحال من الضمير في (عاليهم) أو من ضمير الولدان في (رايتهم) وإنما انكر ذلك لأنه ليس باسم مكان كقولك هو خارج الدار وداخل الدار، وهذا لا يجوز على الظرف عند سيبويه، وما حكاه الفراء شاذ لا يعول عليه. ومن أسكن الياء أراد رفعه على الابتداء وخبره (ثياب سندس) والسندس الديباج الرقيق الفاخر الحسن