الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي - أحمد الكويتي - الصفحة ٧٠
العلمية، إذا كنا لا نتجشأ من غير شبع، ولله در القائل:
ونص الحديث إلى أهله فإن الأمانة في نصه - ويضيف أيضا - والذي يملك الوقت لينقل ويجمع وينسق، يملك الوقت لينص الحديث إلى أهله، ويضع كل أمر في محله، وهذا أمر تلقائي ناتج عن الجمع والنقل، فعندما ينقل الكاتب نصا يستدل به، فإن توثيقه لا يحتاج إلى وقت مستقل بذاته عن عملية النقل لأنه جزء من عملية النقل بل أصل في عملية النقل، لأن الذي يرغب في نقل قول ليدعم رأيه ويقوي حجته يعرف من أين نقله إلا إذا أراد أن ينتحل فكر غيره، ويحمد بما لم يفعل.
والشيخ سعيد حوى يثقل عليه أن ينبه مريديه إلى ما قررنا خشية أن يدب الشك إلى نفوسهم، فتهتز صورته في أعينهم، وينزعوا ثقتهم عن مؤلفاته التي أصبحت بضاعة رابحة في أيدي تجار الفكر الذين لا هم لهم إلا الدرهم والدينار، أما الأمانة العلمية فحدث عن ضياعها ولا حرج، فإن قيل - وقد قيل - إن الشيخ سعيد حوى نبه وقد نقلت قوله، وعلمت عذره، فالجواب:
إن إشارته عابرة لا تعيد الحقوق إلى أصحابها، فالواجب أن ينسب الأقوال إلى أربابها ويشير إلى مظانها) اه‍.
ويقول مضيفا ص (29): (... ألا يدل هذا الخطأ الفاضح أن الرجل يتقمص شخصية غيره، وينتحل فكر الآخرين، ويريد أن يقطف الثمار الناضجة دون أن يرهق نفسه في الحرث والزرع، وهذا ديدنه في جل ما كتب.. فإلى الله المشتكى من أناس يبخسون الناس أشياءهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
أما الصفحات الباقية فإنها أبحاث كاملة من كتب مطبوعة ومتداولة، إذن فما هو الجهد الذي بذله الشيخ سعيد في هذه السلسلة حتى يستحق أن تنسب إليه وتصدر باسمه، اللهم طهر قلوبنا من الزيغ، ونفوسنا من الهوى، وأعمالنا من الرياء) اه‍.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست