الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٦١
مات وترك دينارا (كية) ثم توفي أخر وترك دينارين فقال:
كيتان، فهل تقول بحرمة ادخار دينار أو دينارين؟
ومحصل الكلام أنه ليس في قول أبي هريرة دلالة على حرمة الذهب للنساء، وإنما هو زجر عن حب الترف البذخ.
ثم ذكر الألباني أثرا لعمر بن عبد العزيز، وهي غفلة شديدة من الألباني فإن عمر هذا تابعي، فأثره المخالف لا ينفي إجماع الصحابة، ثم إن أثر عمر هذا ليس فيه ذكر الذهب أصلا، وإنما فيه ذكر (اللؤلؤتين) فلو دل على شئ لدل على حرمة اللؤلؤ، وأما زعم الألباني أن اللؤلؤة لا تقوم بنفسها ولا تتحلى عادة إلا بها فجهل منه وتحكم، فإن اللآلي لم تزل تتحلى بها مثقوبة منتظمة في السموط غير محلاة بالذهب أصلا.
فقد تبين تبين الصبح لذي عينين خطأ الألباني، وجهله حيث توهم دليلا ما ليس بدليل، وإنه ليس في - الآثار شئ يتشبث به في إبطال دعوى الاجماع، وبهذه المناسبة أقول:
إن الألباني قد يحمله الاعجاب بعلمه والاعتداد بنفسه على رمي الكبار من علماء الصحابة بالعظائم، فتراه لا يتحاشى عن رمي عائشة الصديقة بالمخالفة الصريحة لحديثها.
والحقيقة أنها لم تخالف حديثها وإنما توهمها الألباني مخالفة، لقصور علمه وفرط جهله، فإن عائشة حين لم تخرج الزكاة من حلي بنات أخيها، فليس ذلك لإنكار وجوب الزكاة في الحلي، ولا لمخالفة حديثها في الوجوب، بل لأن حليهن لم تبلغ نصاب الزكاة، كما هو منصوص عليه، في رواية عبد الرزاق، ولفظه (كانت تحلي بنات أخيها الذهب واللؤلؤ فلا تزكيه، وكانت حليهم يومئذ يسيرا.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»