الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٦٠
الصحابة إذ اشتهر ولم يعرف له مخالف فهو إجماع عند جماهير الطوائف، وإن أحمد لم يسمه إجماعا لتورعة في العبارة، وقول البعض إذا لم يعرف له مخالف هو الذي لا يقدمه على الحديث الصحيح، وأما إذا كان ذلك القول ثبت نقله عن الجم الغفير، أو الكثيرين من أجلاء العلماء ولم يعرف لهم مخالف في عصرهم فابن القيم ساكت عن الحكم عليه، غير متعرض له.
ثم قال الألباني: قد ثبت ما ينفي الاجماع المزعوم وهو ما روى ابن صاعد... وابن حزم بسند صحيح عن محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول لابنته (لا تلبسي الذهب إني أخشى عليك من اللهب الخ - فأقول إنه لا بد لمدعي انتقاض الاجماع من أن يأتي بحجة صريحة تناقضه صريحا، ويستحيل أن يجمع بينهما وبين الاجماع، والذي تشبث به الألباني ليس كذلك، لأن قوله (أخشى عليك من اللهب) لا يدل على تحريم نفس الذهب بل يحتمل أن يكون ذلك لإظهار الزينة والكبر والبطر، وحب الترفع، وهذا الاحتمال هو المتعين بدلالة ما بعده وهو قوله: ولا تلبسي الحرير إني أخشى عليك الحريق (رواه أحمد في الزهد) فإن خشية الحريق كخشية اللهب، فلما لم تدل على حرمة الحرير للنساء لم تدل خشية اللهب على حرمة الذهب، ونظائره في الأحاديث كثيرة، نحو: (1) حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول: إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا، رواه النسائي.
(2) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في رجل من أهل الصفة
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»