إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٣٣
أقول: لا يجمل بالمسلم الناصح، أن يسعى بين جماعة المسلمين - في هذا الوقت - بالتفرقة وبث الشقاق والخلاف في أمور تافهة للغاية. إثمها أكبر من نفعها إن كان فيها نفع، وإلا فإثمها محقق، وضررها قد ظهر للعيان، وأصاب ما تبقى من هذه الطائفة المسلمة، طائفة أهل السنة والجماعة في صميم مجتمعها، بما نجم عنه من الخلاف والتنافر والتناحر وتفريق الشمل واللمز بالتبديع، بل والتكفير، بما لا يعد كفرا ولا بدعة، حتى وصل ضرر ذلك إلى المصلين في مساجدهم، وأهل العلم في حلقة علمهم ودرسهم (1).
وكل ذلك - والعياذ بالله تعالى - بسبب هذه الأباطيل والخلافات الواهية، التي كرس لها المفتونون جهدهم بنشرها بين العامة وضعفاء العقول من طلبة العلم.
فعم البلاء بها، واتسع خرقها على الرقع وتنكرت بسببها القلوب بعد أن كانت مؤتلفة، وبلغ الحال إلى تعدد الجماعات في الوقت الواحد في المسجد الواحد.
وإلى إعراض الأب عن ابنه، والابن عن أبيه، ومخاصمة الأخ لأخيه، ورمي المسلم أخاه بالبدعة والضلال، والخروج عن الإسلام، وترك التحية بينهما بالسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولنرجع إلى بيان جهل الألباني، فيما اعترض به على من وثق الحارث.
فنقول:
إن الحارث ثقة عدل رضي، وثقة جماعة السلف والخلف، واعتمدوا على روايته، واحتجوا بحديثه، لأنه إمام من أئمة العلم والحديث في الكوفة.
وروى عنه الأكابر من رجال العلم، وقدمه أهل الكوفة على غيره، في العلم، وفي الصلاة بهم، في الوقت الذي كانت فيه عامرة بسادات التابعين وأئمة العلم والرواية.
حتى كانوا يقدمونه على المشاهير من أئمة التابعين، كعبيدة السلماني، وعلقمة، ومسروق، وشريح.

(1) حتى أن أتباع الألباني ومقلديه في أمريكا كانوا وما يزالون سببا لإغلاق مساجد عديدة من قبل البوليس الأمريكي لأجل ما فعلوه وسببوه من فتن وخلافات وشجار في تلك المساجد أه حسن.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»