إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٣١
وإذا كان هذا حال سائر الرواة إلا النادر منهم جدا، فلا ينبغي أن يحمل باللوم على من اختار توثيق الحارث.
لا سيما إذا كان ذلك الاختيار مبنيا على القواعد المقرر عند أئمة الحديث، ومدعما بالأدلة السالمة من الوهن والضعف، كما بينت ذلك في " الباحث " ذلك الكتاب الذي أعجب له كل من قرأه من أهل العلم السالمين من داء الشغب والشغف بنشر الحلاف بين المسلمين، في الوقت الذي هم فيه أحوج ما يكونون إلى الوفاق والإلتئام والوئام، وجمع الكلمة على خدمة الإسلام، وتوحيد القلوب على صد الهجمات والغارات الموجهة من أعداء الإسلام ضد المسلمين في شرق الأرض وغربها، وطرح الترهات والخزعبلات التي يراها الجاهلون ومن في قلوبهم مرض أنها من صميم الدين، وليست من الدين لا في قبل ولا في د بير.
وإنما أثارها المثيرون وأخرجها المضلون من زوايا الاهمال ومخابئ النسيان، تلبية لنداء الشر وإجابة لدعوة الشيطان في التفرقة ورفع لواء التنافر والتناحر وإيغار الصدور بين أهل لا إله إلا الله، ليسهل اجتياحهم على عدوهم، والقضاء عليهم في عقر دارهم، رغم ما هم فيه من بلاء.
والألباني نفسه يعلم هذا ويلمسه، بل ويسمعه ويشاهده.
ووطنه الذي ينتمي إليه، وعرف بالانتساب إليه، يحكمه الشيوعيون بل المتطرفون منم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإخوانه يذوقون الويل والعذاب من تسلطهم، فكان ينبغي للألباني قبل الهجوم على العلماء وأئمة السلف والسعي بين المسلمين بالفرقة بقصد أو بدون قصد، أن يكرس جهوده ويوجه لسانه على الأقل لدعوة الألبانيين إخوانه للجهاد وقتال الشيوعيين الملاحدة.
مع أني لم أسمع عنه شيئا يتعلق بهذا الأمر مطلقا.
بل كان الواجب عليه أن يكون أول الحاملين للسلاح لتحرير بلاده من حكم الملاحدة، وعند ذلك يعطي الدليل وألف دليل على غيرته على الإسلام، ونصيحته لدينه، والدفاع عن أهل ملته.
أما حمل القلم وتجريد اللسان للطعن في أئمة المسلمين وحماة الشريعة من رجال السلف والخلف والدعوة إلى الخلاف والشقاق في أمور تافهة للغاية، فذلك لا
(٣١)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 27 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»