إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٢٩
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله الطاهرين الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فقد قرأت كلاما للألباني في مقدمة لكتاب علق عليه، يقول فيه في حق كتابي:
" الباحث، عن علل الطعن في الحارث " بعد كلام دعاه إليه حب الشغب والخصام، وحمله عليه ما عرف به واشتهر عنه من تسليط لسانه الأعجمي على عباد الله تعالى بدون ذنب اكتسبوه ولا إثم اقترفوه، حتى امتد منه ذلك إلى أئمة السلف وأصحاب المذاب المتبوعة شرقا وغربا، المشهود لهم بالفضل والدين بين الخاص والعام، والمتفق على جلالتهم في العلم، وعلو درجتهم في الاجتهاد، وعظيم مكانتهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
وتطاول على مقام أكابر الحفاظ، كالمنذري الحافظ المتقن - رحمه الله تعالى - وغيره بدون أدنى سبب يوجب ذلك التطاول على مقامهم في خدمة الحديث النبوي.
وكتبه لا تخلو من التهجم على الأئمة من السلف والخلف، الأمر الذي يدل على شئ في نفسه، والله تعالى أعلم بمراده منه.
وإلا، فلو كان غرضه بيان الحقيقة ونشر العلم وتعريف الناس بصواب من أخطأ، لسلك في ذلك مسلك المخلصين من أهل العلم الناصحين، ولاتبع طريقهم في التعليم والتبليغ، ونهج ما كانوا عليه من القول الحسن والجدال بالتي هي أحسن.
لأن مرادهم - رضي الله تعالى عنهم - كان هو رد الحق إلى نصابه والتعريف بما يجب الأخذ به، وكل ذلك لا يحتاج إلى الطعن والقدح والذم وجلب العبارات الشائنة المشينة، وأهل الاخلاص من أهل العلم برءاء من هذه الصفات الذميمة.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 27 29 30 31 32 33 34 ... » »»