لأنها من صفات النفاق - نسأل الله السلامة منها لنا ولإخواننا - كما ورد في الحديث في بيان آية المنافق: " وإذا خاصم فجر ".
وقال الشاعر:
إن المنافق معلوم سجيته همز ولمز وإيماء وإغماض والمقصود: إن الألباني قال بعد كلام في تلك المقدمة في شأن كتابي:
" الباحث، عن علل الطعن في الحارث " ما نصه: حتى أن أحدهم ألف رسالة خاصة في توثيق الحارث الأعور الشيعي.
فدل هذا الكلام منه على أمرين، أبان بهما عن جهل عظيم وتصور فاضح.
أما الجهل: فما يفهم منه القاصر في العلم من أني تفردت بتوثيق الحارث الأعور الهمداني، وخرجت بذلك عن سبيل أهل الحديث، وسلكت غير الجادة بتوثيقه.
ومن طالع كتابي " الباحث "، يعلم بطلانه وفساده وبعده عن الحقيقة، وأنه كلام الغرض منه الشغب والرغبة في الجدال ونشر الخصام بين الناس بدون فائدة تعود على أحد من أهل العلم من ذلك.
لأن الحارث الأعور الهمداني الذي وثقته وبينت بطلان جرح من جرحه، مثله مثل سائر رواة الصحيح الذين اختلف فيهم أئمة الجرح، ما بين مادح وقادح ومجرح وموثق، كما يعلم ذلك من تتبع أحوال رجال الصحيحين.
وكما أشرت إلى بعض الأمثلة في ذلك في خاتمة كتاب " الباحث ".
بل من يتتبع أحوال الرجال ويطلع على كتب الجرح والتعديل، يحصل عنده العلم اليقين أنه لا يوجد راو، مهما علا قدره وسمت منزلته، لم يتناوله جرح، ولو بالتدليس مثلا.
حتى قال بعضهم: من أخذ بالقواعد المصطلح عليها في راوي الحديث الصحيح لم يمكنه أن يصحح إلا الحديث بعد الحديث، لعدم سلامة راو مطلقا من جرح وتضعيف، ولو بأقل وجوه الجرح كما قلنا وأضعفها.