إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٢٠
مع أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمالنا تعرض عليه (30)، وكذلك صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم، تعرض عليه، وثبت أن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونه سلام أمته، وثبت بالتواتر والاجماع أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره (31)، وأن جسده الشريف لا يبلى، فكيف يمتنع مع هذا نداؤه في التوسل به (32) وهل هو إلا مثل ندائه في التشهد!.
ولكن الألباني عنيد شديد العناد، والألبانيون عندهم عناد، وصلابة في الرأي، أخبرني بذلك عالم الباني حضر علي في تفسير البيضاوي وشرح التحرير لابن أمير الحاج، وكان وديعا هادئ الطبع، وهو تلميذ لي.

(٣٠) كما جاء في الحديث الصحيح: " حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم " وهو من رواية سيدنا عبد الله بن مسعود، وأوله: " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " ثم قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حياتي...) الحديث. قال العراقي في طرح التثريب: إسناده جيد أه‍. أي صحيح.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال إسناده رجال الصحيح أه‍.
وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: إسناده صحيح وكذا علي القارئ والخفاجي، وقد جمع الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١١ / ٣٨٥) بينه وبين حديث (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) ونقل الجمع عن خمسة من الحفاظ، فانظره.
(٣١) أنظر نظم المتناثر من الحديث المتواتر (طبعة دار الكتب العلمية) ص 135، حديث رقم (115) حياة الأنبياء في قبورهم.
(32) قال العلامة ابن حجر الهيثمي في قصيدة له شرحها الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي:
تواترت الأدلة والنقول فما يحصي المصنف ما يقول بأن المصطفى حي طرئ هلال ليس يطرقه أفول وأن الجسم منه بقاع لحد كورد لا يدنسه الذبول وأن الهاشمي بكل وصف جميل لا يغيره الحلول ويسمعهم إذا صلوا عليه بأذنيه فقصر يا ملول ومن لم يعتقد هذا بطه يقينا فهو زنديق جهول عبيد هيتمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول وجاء في حديث أوس بن أوس مرفوعا: " إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء " وهو حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»