إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٢٣
وكذلك الآلوسي ابن صاحب التفسير، لو عرف عقيدته على حقيقتها، ما كتب جلاء العينين.
وشواذ الألباني في اجتهاداته الآثمة، وغشه وخيانته في التصحيح والتضعيف حسب الهوى، واستطالته على العلماء وأفاضل المسلمين. كل ذلك عقوبة من الله له، وهو لا يشعر، فهو من الذين (يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا ساء ما يظنون).
نسأل الله العافية مما ابتلاه به، ونعوذ بالله من كل سوء. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الأكرمين.
(إلحاق) قال الدارمي في سننه (42): حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا، فشكوا إلى عائشة، فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فافتحوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا. فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.
ضعف الألباني هذا الأثر بسعيد بن زيد، وهو مردود لأن سعيدا من رجال مسلم ووثقه يحيى بن معين (43).

(42) رواه الدارمي في سننه في المقدمة (1 / 42) وكذا (1 / 43) باب 5 من الطبعة الهندية بإسناد صحيح.
(43) ذكر الألباني تضعيفه في كتاب (التوسل أنواعه وأحكامه الطبعة الثانية ص (128): واحتج بحجج باطلة على عادته في تمويهاته، حيث نقل كلام ابن حجر في التقربب الذي يوافق هواه ولم ينقل من هنالك أنه من رجال مسلم في صحيحه، فلننتبه إلى هذا التدليس وهذه الخيانة التي تعود عليها هذا الرجل الذي يصف أعدائه بكتمان الحق وما يخالف آرائهم كما في مقدمته الجديدة لآداب زفافه والتي حلاها بما دل على اختلاطه من هجر وخنا.
ثم أردف ذلك بنقل ترجمة " سعيد بن زيد " من الميزان للذهبي زيادة في الكتم والتعمية، وقد خان فلم يذكر ما ذكر الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (4 / 29) من نقل أقوال موثقيه زيادة على أنه من رجال مسلم في الصحيح فقد قال البخاري حدثنا مسلم هو ابن إبراهيم ثنا سعيد بن زبد أبو الحسن صدوق حافظ. وقال الدوري عن ابن معين ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة، وقال العجلي: بصري ثقة وقال أبو زرعة سمعت سليمان بن حرب يقول ثنا سعيد بن زيد وكان ثقة، وقال أبو جعفر الدارمي ثنا حبان بن هلال ثنا سعيد بن زيد وكان حافظا صدوقا، وقال ابن عدي: وليس له من منكر لا يأتي به غيره وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق أ. ه‍ فإذا تأملنا هذه النقول في توثيقه ووصفه بالحفظ والصدق وخصوصا من البخاري ومسلم الذي روى له في صحيحه، ثم تأملنا قول الألباني في اقتصاره على نقل كلام بعض الجارحين عرفنا حقا أنه معدوم الأمانة العلمية وأنه متغافل، يرمي الآخرين بالتغافل حيث رمى الإمام المحدث عبد الله كما في توسله ص (129) في الحاشية بالتغافل ولم يكن كذلك. وقد أثبت الله تعالى لنا أن هذه وصمة الألباني المخلط والحمد لله.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 27 29 30 ... » »»