إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ١٧
قال ابن أبي خيثمة (15) في تاريخه: حدثنا مسلم بن إبراهيم (16) ثنا حماد بن سلمة (17) أنا أبو جعفر الخطمي (18) عن عمارة بن خزيمة (19) عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت في بصري فادع الله لي قال:
" اذهب فتوضأ وصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد إني استشفع بك عن ربي في رد بصري اللهم فشفعني في نفسي وشفع نبيي في رد بصرى وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك " إسناده صحيح.
والجملة الأخيرة من الحديث تصرح بإذن النبي صلى الله عليه وسلم في التوسل به عند عروض حاجة تقتضيه.
وقد أعل ابن تيمية هذه الجملة بعلل واهية. بينت بطلانها في غير هذا المحل (2)، وابن تيمية جرئ في رد الحديث الذي لا يوافق غرضه. ولو كان في الصحيح (21).

(١٥) هو الحافظ الحجة الثقة أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي أبو بكر الحافظ ابن الحافظ، قال الدارقطني، ثقة مأمون. أنظر سير أعلام النبلاء (١١ / ٤٩٢).
(١٦) من رجال الستة، أنظر تهذيب التهذيب (١٠ / ١٠٩)..
(١٧) في التقريب (١٤٩٨) ثقة عابد. من رجال مسلم والأربعة.
(١٨) اسمه عمير بن يزيد بن عمير ترجمته في التهذيب (٨ / ١٣٤). وهو ثقة.
(١٩) ترجمته في التهذيب (٧ / ٣٦٤) وهو ثقة.
(٢٠) بينها في كتابه (مصباح الزجاجة - طبعة عالم الكتب ص ٣٧) ودحض كلام ابن تيمية ومنه يتبين سقوط كلام الألباني في (توسله ص ٨٣) حيث اعترض على الشيخ وأنه وضع القاعدة التي جلبها من نخبة الفكر في غير محلها. والحمد لله.
(21) أو صحيحا في غير صحيح البخاري ومسلم: كحديث السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم:
" كان يقصر الصلاة في السفر ويتم ويفطر ويصوم) قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح. وانظر سنن البيهقي (3 / 142) والجوهر النقي أسفل الصحيفة للتركماني، فقال ابن القيم في زاد المعاد: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أفاده السيد عبد الله في كتابه الصبح السافر (ص 37) فانظره. وتأمل. وفي لسان الميزان (6 / 319) ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة يوسف بن الحسن الرافضي، أن ابن تيمية رد أحاديثا جيادا وغير ذلك.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»