الخارج عن السنة بدعة أيضا. فكان مقتضى هذا ن ترد رواية كل زاهد ومذكر ويعلق ذلك بزهده وتذكيره لأنه وحد فبهم الكذب شائعا، ووصفوا بالبدعة كما هو حال الآخرين.
(فإن قيل): لم يصدر الكذب إلا من جهلة الزهاد ومن لا تقوى عنده من القصاص والوعاظ.
(قليا): وكذلك المبتدعة فإنا لم نجد الكذب شائعا إلا في فسقتهم ومن لا يخشى الله منهم. أما أهل الدين والتقوى فوجدناهم في نهاية الصدق وغاية التحرز من الكذب ووجدنا أصولهم كأصولنا في أن من كذب فهو مجروح مردود الشهادة والرواية حتى الخطابية الذين قال فيهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم كان هذا مذهبهم فكانوا يرون أن الكذاب مجروح خارج عن المذهب، فإذا سمع بعضهم بعضا قال: شيئا عرف أنه ممن لا يجيز الكذب فاعتمد قوله لذلك وشهد بشهادته فلا يكون شهد بالزور لمعرفته أنه محق وأنه لا يكذب، وكتب رجالهم شاهدة بذلك بالزور لمعرفته أنه محق وأنه لا يكذب، وكتب رجالهم شاهدة بذلك كرجال الشيعة للنجاشي، وأبي الحسن بن بابويه، وابن أبي طي. وعلي ابن فضال، والكشي، وعلي بن الحكم، وابن عقدة، والليثي، والمازندراني، والطوسي، وغيرهم (1) فإن فيها جرحا كجرح أهل السنة وتعديلا كتعديلهم، وقد شهد أهل الجرح والتعديل قاطبة بوجود الصدق في المبتدعة كما سنذكر بعض نصوصهم بذلك وكما سبق عن الذهبي من قوله: إن التشيع كان شائعا في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فاستوى الحال وانقطع المقال (2)