كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٤٤
شاهد عن ابن شاهين وقال أنه غريب قال ورويناه في ثاني السمعونيات بسند رجاله ثقات عن أنس، بل يروى عن نحو عشرين تابعيا كالنخعي وإسحاق بن أبي طلحة وسلام الطويل وقتادة والمثنى بن دينار والزهري وحميد، كلهم عن أنس، ولفظ حميد عنه: طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم، ورواه زياد عنه، وزاد والله يحب إغاثة اللهفان، ولأبي عاتكة في أوله اطلبوا العلم ولو في الصين. وفي كل منها مقال وكذا قال ابن عبد البر أنه يروى عن أنس من وجوه كثيرة كلها معلولة لا حجة في شئ منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد. وقال البزار أنه روي عن أنس بأسانيد واهية، قال وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلام بسنده عن أنس مرفوعا، ومع ذلك فإبراهيم بن سلام لا يعلم روي عنه إلا أبو عاصم. وفي الباب عن أبي وجابر وحذيفة والحسين بن علي وابن عباس وابن عمر وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وأم هانئ وآخرين. وبسط الكلام في ذلك العراقي في تخريجه الكبير على الإحياء. ومع ذلك كله قال البيهقي متنه مشهور وإسناده ضعيف. وروي من أوجه كلها ضعيفة. وسبقه إلى ذلك الإمام أحمد على ما نقله عن ابن الجوزي في العلل المتناهية إذا قال لا يثبت عندنا في هذا الباب شئ وكذا قال إسحاق بن راهويه وأبو علي النيسابوري. ومثل به ابن الصلاح للمشهور الذي ليس بصحيح. وتبع في ذلك الحاكم لكن قال العراقي قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه كما بينته في تخريج الإحياء. وقال المزي إن طرقه تبلغ رتبة الحسن. كذا في المقاصد. لكن قال الحافظ ابن حجر في اللآلئ بعد أن ذكر روايته عن علي وابن مسعود وأنس وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي سعيد من طرق فيها مقال، ورواه ابن ماجة في سننه عن أنس مرفوعا بلفظ طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجواهر واللؤلؤ والذهب، وهو حسن.
وقال المزي روي من طرق تبلغ رتبة الحسن، وأخرجه ابن الجوزي في منهاج القاصدين من جهة أبي بكر بن داود، وقال ليس في حديث طلب العلم فريضة أصح من
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست