كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٢٠٣
الصلاة والسلام أنه إذا أحبهم عمل بمثل أعمالهم. ومن ثم قال الحسن البصري كما رواه عنه العسكري لا تغتر يا ابن آدم بقوله أنت مع من أحببت فإنه من أحب قوما تبع آثارهم وأعلم أنك لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم وحتى تأخذ بهديهم وتقتدي بسننهم وتصبح وتمسي على منهاجهم حرصا على أن تكون منهم. وما أحسن ما قيل:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن يحب مطيع لكن قد يدل للعموم قوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب لمن قال له المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ متى يكون الرجل صادقا في حب مولاه فقال إذا خلا من خلافه كان صادقا في حبه قال فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال كيف ادعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه قال فبكى أبو عثمان أهل المجلس وصار أبو عثمان يقول في بكائه صادق في حبه مقصر في حقه - أورده البيهقي.
2285 - المرض ينزل جملة واحدة والبرء ينزل قليلا قليلا. رواه الحاكم في تاريخه والخطيب في المتفق والديلمي عن عائشة مرفوعا. وعزاه الديلمي أيضا لأبي الدرداء، والحديث كما قال الخطيب باطل لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه ولا عن أحد من الصحابة. وإنما هو من قول عروة بن الزبير بلفظ المرض يدخل جملة والبرء يبعض انتهى.
2286 - مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود والحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وأخرجه البزار عن أبي رافع قال وجدنا صحيفة في قراب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم وفرقوا بين مضاجع الغلمان والجواري والأخوة والأخوات بسبع سنين واضربوا أبناءكم على الصلاة إذا بلغوا - أظنه تسع سنين، ورواه أبو نعيم في المعرفة عن عبد الله ابن مالك الخثعمي بسند ضعيف، ورواه الطبراني عن أنس بلفظ مروهم بالصلاة
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست