4591 - (الزنا يورث الفقر) أي اللازم الدائم لأن الغنى من فضل الله والفضل لأهل الفرح بالله وبعطائه وقد أغنى الله عباده بما أحل لهم من النكاح من فضله فمن آثر الزنا عليه فقد آثر الفرح الذي من قبل الشيطان الرجيم على فضل ربه الرحيم وإذا ذهب الفضل ذهب الغنى وجاء العنا فالزنا موكل بزوال النعمة فإذا ابتلي به عبد ولم يقلع ويرجع فليودع نعم الله فإنها ضيف سريع الانفصال وشيك الزوال * (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له) * قال في شرح الشهاب: الفقر نوعان فقر يد وفقر قلب فيذهب شؤم الزنا بركة ماله فيمحقه لأنه كفر النعمة واستعان بها على معصية المنعم فيسلبها ثم يبتلى بفقر قلبه لضعف إيمانه فيفتقر قلبه إلى ما ليس عنده ولا يعطى الصبر عنه وهو العذاب الدائم وأخرج ابن عساكر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أوحى الله إلى موسى يا موسى إني قاتل القاتلين ومفقر الزناة. (القضاعي) في مسند الشهاب قال العامري في شرحه: غريب (هب عن ابن عمر) بن الخطاب قال المنذري: فيه الماضي بن محمد وقال في الميزان: حديث منكر وإسناده فيه ضعيف.
4592 - (الزنجي إذا شبع زنا وإذا جاع سرق (1) وإن فيهم لسماحة ونجدة) أي شجاعة وبأسا وقد اعتمد الشافعي هذا الخبر ففي مناقبه للبيهقي عن المزني كنت معه بالجامع فدخل رجل يدور على النيام فقال الشافعي للربيع: قل له ذهب لك عبد أسود مصاب بإحدى عينيه فقال: نعم فجاء للشافعي فقال:
أين عبدي قال: تجده في الحبس فوجده فقلنا للشافعي: أخبرنا فقد حيرتنا فقال: رأيته يدور في النيام فقلت:
يطلب هاربا ويجئ إلى السود فقط فقلت: هرب له أسود ويجئ إلى مائل العين اليسرى فقلت: مصاب بها. قلنا: فما يدريك أنه في الحبس قال: الخبر: إن شبع زنا وإن جاع سرق. فتأولت أنه فعل أحدهما. (عد) عن أحمد بن حشرد عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة أورده ابن الجوزي في الموضوع وقال: عنبسة البصري متروك وتعقبه المصنف بأن له شاهدا وقال السخاوي: له شاهد عند الطبراني في الأوسط: الأسود إذا جاع سرق وإذا شبع زنا وفي الكبير: قيل يا رسول الله ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم فقال: لا خير في الحبش إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا.
4593 - (الزهادة في الدنيا) أي ترك الرغبة فيها (ليست بتحريم الحلال) على نفسك كأن لا تأكل لحما ولا تجامع (ولا إضاعة المال) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة الزاهدين ويأكل اللحم والحلو والعسل ويحب ذلك والنساء والطيب والثياب الحسنة فخذ من الطيبات من غير سرف ولا مخيلة وإياك وزهد الرهبان (ولكن الزهادة في الدنيا) حقيقة هي (أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله) فإنك