اللام (أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بما قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم) أي يقول لهم الزبانية أو غيرهم من الملائكة (ليس من يعلم كمن لا يعلم) فإن الذنب والمخالفة تعظم بمعرفة قدر المخالف ولذلك قال بعض الصحابة للتابعين: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات إذ كانت معرفة الصحابة بحلال الله أتم فكأن الصغائر عندهم بالإضافة إليه كبائر فبهذا السبب يعظم من العالم ما لا يعظم من الجاهل ويتجاوز عن العاصي ما لا يتجاوز عن العالم.
(تنبيه) قال ابن عبد السلام في أماليه: ظاهر الحديث أن العالم أكثر عذابا من الجاهل وليس ذلك على إطلاقه ثم ذكر تفصيلا فاطلبه من الأمالي. (طب) عن موسى بن محمد بن كثير السيربني عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي عن عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة (عن أنس) بن مالك (حل) عن الطبراني بسنده هذا ثم قال: غريب من حديث أبي طوالة عن أنس تفرد به عبد الله العمري اه. وقال ابن حبان: حديث باطل وابن الجوزي موضوع قال المنذري: لكن له مع غرابته شواهد وقال في الميزان: حديث منكر.
4586 - (الزبيب والتمر هو الخمر) أي هما أصل الخمر لاعتصارها من كل منهما قال ابن حجر:
ظاهره الحصر لكن المراد المبالغة وهو بالنسبة إلى ما كان حينئذ بالمدينة موجودا ففي البخاري عن أنس كان عامة خمرنا البسر والتمر أي النبيذ الذي يصير خمرا كان أكثر ما يتخذ منهما قال الكرماني: قوله البسر والتمر مجاز عن الشراب الذي يصنع منهما عكس * (إني أراني عصر خمرا) * وقيل:
مقصود الحديث الإشعار بأن التحريم لا يختص بالخمر المتخذة من العنب بل يشركها فيه كل شراب مسكر. (ن عن جابر) بن عبد الله ورمز المصنف لصحته وأصله قول ابن حجر في الفتح: سنده صحيح.
4587 - (الزبير) بن العوام أحد العشرة (ابن عمتي وحواري) ناصري (من أمتي) يعني أنه مختص من أصحابي ومفضل عليهم والمراد أنه كان له اختصاص بالنصرة وزيادة فيها على أقرانه وإلا فكل الصحابة كانوا أنصاره قال الزمخشري: حواري الأنبياء صفوتهم والمخلصون لهم من الحور وهو أن يصفو بياض العين ويشتد خلوصه فيصفو سوادها. (حم عن جابر) بن عبد الله ورواه ابن أبي شبة والديلمي والخطيب.
4588 - (الزرقة في العين يمن) أي بركة يعني أن المرأة التي عينها زرقاء مظنة للبركة كما يدل له