فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٧٢٢
به نوع شهادة له بالصدق والوفاء فيسعد بشهادتهم، فإنهم شهداء الله في الأرض. (ابن النجار) في التاريخ (عن أنس) بن مالك، ورواه القضاعي في الشهاب، وقال شارحه العامري: حسن غريب.
6239 - (كفى بالمرء شرا أن يتسخط ما قرب إليه) أي ما قرب له المضيف من الضيافة، فإن التكلف للضيف منهي عنه فإذا قدم له ما حضر فسخط فقد باء بشر عظيم لأنه ارتكب المنهي. (ابن أبي الدنيا في) كتاب (قرى الضيف) بكسر القاف (وأبو الحسن بن بشران في أماليه عن جابر) وفيه يحيى بن يعقوب القاضي. قال في الميزان: قال أبو حاتم محله الصدق، وقال البخاري: منكر الحديث، ثم ساق له هذا الخبر.
6240 - (كفى بالمرء علما أن يخشى الله) إنما يخشى الله من عباده العلماء (وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بنفسه) لجمعه بين العجب والكبر والاغترار بالله. قال الغزالي: وهذه الآفة قلما ينفك عنها العلماء والعباد. قال: ومن اعتقد جزما أنه فوق أحد من عباد الله فقد أحبط بجهله جميع عمله، فإن الجهل أفحش المعاصي وأعظم شئ يبعد العبد عن الله، وحكمه لنفسه بأنه خير من غيره جهل محض، وأمن من مكر الله * (ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) * وفي الفردوس من حديث أنس: كان حكيمان يلتقيان فيعظ أحدهما صاحبه، فالتقيا فقال أحدهما لصاحبه: عظني وأوجز وأجمع فإني لا أقدر أن أقف عليك من العبادة، فقال: احذر أن يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. (هب عن مسروق مرسلا).
(تم الجزء الرابع. ويليه الجزء الخامس إن شاء الله) وأوله حديث " كفى بالمرء فقها إذا عبد الله... الخ "
(٧٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 712 713 714 715 716 717 718 719 720 721 722
الفهرست