في النفقة بقدر ذات اليد (خير من بعض التجارة) ويروى كما في الفردوس خير من كثير من التجارة وجاء في خبر من فقه الرجل رفقه في معيشته. قال مجاهد: ليرفق أحدكم بما في يده ولا يتأول قوله سبحانه وتعالى * (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) * فإن الرزق مقسوم فلعل رزقه قليل فينفق نفقة الموسع ويبقى فقيرا حتى يموت بل معناها أن ما كان من خلف فهو منه سبحانه وتعالى فلعله إذا أنفق بلا إسراف ولا إقتار كان خيرا من معاناة بعض التجارة. (قط في الأفراد والإسماعيلي في معجمه طس هب) وكذا القضاعي (عن جابر) قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: فيه عبد الله بن صالح المصري قال عبد الملك بن شعيب ثقة مأمون وضعفه جمع وقال الذهبي بعد ما عزاه للبيهقي: فيه ابن لهيعة وسبق بيان حاله ورواه عنه أيضا الديلمي.
4531 - (الرفق به الزيادة) والنمو (والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير) فيه فضل الرفق، دخل مالك بن دينار على محبوس قد أخذ بمال عليه وقيد فقال: يا أبا يحيى أما ترى ما نحن فيه من القيود؟
فرفع رأسه فرأى سلة فقال: لمن هذه؟ قال: لي، فأمر بها فأنزلت فإذا فيها دجاجة واحبصة فقال: هذه وضعت القيود في رجلك. (طب عن جرير) بن عبد الله ورواه عنه أيضا البزار والديلمي.
4532 - (الرفق يمن) أي بركة (والخرق) بالضم (شؤم) أي جهل وحمق كذا في النهاية وفي الفردوس الخرق الحمق وهو نقيض الرفق وليس بسديد بل هما غيران فقد فسر الراغب الحمق بأنه قلة التنبه لطريق الحق والخرق بأنه الجهل بالأمور العملية وذلك أن يفعل أكثر مما يجب أو أقل أو على غير نظام محمود، قال: ويضاد الحذق وفي رواية الرغب شؤم قال في مجموع الغرائب: يقال هو الشره والنهم والحرص على الدنيا وهذا الحديث قد عده العسكري من الأمثال والحكم. (طس عن ابن مسعود) وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه المعلى بن عرفات وهو متروك وقال شيخه العراقي: رواه الطبراني عن ابن مسعود والبيهقي عن عائشة وكلاهما ضعيف.
4533 - (الرفق يمن والخرق شؤم وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق فإن الرفق لم يكن في شئ قط إلا زانه وأن الخرق لم يكن في شئ قط إلا شأنه) ولذلك كثر ثناء الشرع في جانب الرفق دون الخرق والعنف قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله: ما الرفق؟ قال: أن تكون ذا أناة وتلاين قال: فما الخرق قال: معاداة إمامك ومناوأة من يقدر على ضرك وقال سفيان لأصحابه: تدرون ما الرفق؟ قالوا: قل، قال: أن تضع الأمور مواضعها الشدة في موضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه قال الغزالي: وهذا إشارة إلى أنه لا بد في مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق.