المحفوظ وقدر لكل واحد ما يأكله ويشربه ويلبسه كل بمقدار مقدر ووقت مؤقت لا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر كما كتب بعينه، وفي المعنى قوله:
يا طالب الرزق السني بقوة * هيهات أنت بباطل مشغوف أكل العقاب بقوة جيف الفلا * ورعي الذباب الشهد وهو ضعيف فينبغي للعاقل أن لا يحرص في رزقه بل يكله إلى الله الذي تولى القسمة في خلقه. (القضاعي) في مسند الشهاب وكذا أبو نعيم والطبراني الديلمي (عن أبي الدرداء) قال العامري: صحيح ورواه عنه الدارقطني في علله مرفوعا وموقوفا وقال: إنه أصح.
4525 - (الرضاع يغير الطباع) أي يغير طبع الصبي عن لحوقه بطبع والديه إلى طبع مرضعته لصغره ولطف مزاجه ومراد المصطفى صلى الله عليه وسلم حث الوالدين على توخي مرضعة طاهرة العنصر زكية الأصل ذات عقل ودين وخلق جميل والطباع ما تركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من خير وشر كذا في النهاية وفي المصباح الطبع بالسكون الجبلة التي خلق الإنسان عليها قال الدميزي: العادة جارية بأن من ارتضع امرأة غلب عليه أخلاقها من خير وشر وروي أن الجويني دخل فوجد ابنه إمام الحرمين يرضع ثدي غير أمه فاختطفه وعالجه حتى تقايأ اللبن فكان الإمام إذا حصل له كبوة في المناظرة يقول هذه بقايا تلك الرضعة. (القضاعي) وكذا ابن لآل والديلمي (عن ابن عباس) قال شارح الشهاب: حديث حسن وأقول: فيه صالح بن عبد الجبار قال في الميزان: أتى بخبر منكر جدا ثم ساق هذا ثم قال: فيه انقطاع وفيه أيضا عبد الملك بن مسلمة مدني ضعيف ورواه أبو الشيخ عن ابن عمر.
4526 - (الرضاعة) بفتح الراء بمعنى الإرضاع (تحرم) بتشديد الراء المكسورة مع ضم أوله (ما تحرم الولادة) أي مثل ما تحرمه وتبيح مثل ما تبيحه وهو بالإجماع فيما يتعلق بتحريم التناكح وتوابعه والجمع بين قريبتين وانتشار الحرمة بين الرضيع وأولاد المرضعة وتنزيلهم منزلة الأقارب في حل نحو نظر وخلوة وسفر لا في باقي الأحكام كتوارث ووجوب إنفاق وإسقاط ونحو ذلك وفي رواية بدل الولادة النسب ولعله قال اللفظين في وقتين وحكمة التحريم ما ينفصل من أجزاء المرأة وزوجها وهو اللبن فإذا اغتذى به الرضيع صار جزءا من أجزائهما فانتشر التحريم بينهم. قال الحرالي: الرضاعة التغذية بما يذهب الضراعة وهو الضعف والتحول بالرزق الجامع الذي هو طعام وشراب وهو اللبن الذي مكانه الثدي من المرأة والضرع من ذات الظلف. (مالك) في الموطأ (ق ت عن عائشة).
4527 - (الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب) (1) يسوقه كما يسوق الحادي إبله (معه