كنز العمال - المتقي الهندي - ج ٨ - الصفحة ٢٥٧
فقلت له: يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك من الرمضاء ويقيك من هوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب (1) ببيت محمد صلى الله عليه وسلم فحملت به حملا حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فدعاه فقال له:
مثل ذلك، وذكر أنه يرجو في أثره الاجر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن لك ما احتسبت. (ط م ه‍) (2).
(22814 -) (أيضا) كان رجل لا أعلم أحدا من الناس ممن يصلى القبلة من أهل المدينة أبعد منزلا من المسجد من ذلك الرجل، وكان لا تخطئه صلاة في المسجد، فقلت: لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء والظلمة؟ فقال: ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد، فنمى (3) الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك، فقال: أردت يا رسول الله أن

(١) مطنب: أي مشدود بالأطناب، يعنى ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته، لانى أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد. اه‍ النهاية (٣ / ١٤٠) ب.
(٢) أخرجه مسلم في الصحيح كتاب المساجد باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد رقم (٦٦٣) (١ / ٤٦١) ص.
(٣) فنمى: يقال: نميت الحديث أنميه، إذا بلغته على وجه الاصلاح وطلب الخير، فإذا بلغته على وجه الافساد والنميمة، قلت: نميته - بالتشديد - هكذا قال أبو عبيد: وابن قتيبة وغيرهما من العلماء. اه‍. النهاية (5 / 121) ب.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست