المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٤
يقال السجود يقع على أنحاء فلعله لم يكن سجود تعظيم لأنا نقول * (أرأيتك هذا الذي كرمت علي) * و * (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) * يدل على أنه إسجاد تكرمة وينفي سائر الاحتمالات الثاني قوله تعالى * (وعلم آدم الأسماء كلها) * والعالم أفضل من غيره لأن الآية سيقت لذلك ولقوله * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * الثالث أن للبشر عوائق عن العبادة من شهوته وغضبه وحاجاته الشاغلة لأوقاته وليس للملائكة شيء من ذلك ولا شك أن العباد مع هذه العوائق أدخل في الإخلاص وأشق فتكون أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الأعمال أحمزها) أي أشقها الرابع الإنسان ركب تركيبا بين الملك والبهيمة فبعقله له حظ من الملائكة وبطبيعته له حظ من البهيمة ثم أن من غلب طبيعته عقله فهو شر من البهائم لقوله تعالى * (أولئك كالأنعام بل هم أضل) * وقوله * (إن شر الدواب عند الله) * الآية وذلك يقتضي أن يكون من غلب عقله طبيعته خيرا من الملائكة احتج الخصم بوجوه عقلية ونقلية أما العقلية فستة
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»