كذلك إذ لا تكليف بترك الممتنع ولا ثواب عليه لما عرفت آنفا وأيضا فقوله تعالى * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي) * يدل على مماثلتهم لسائر الناس فيما رجع إلى البشرية والامتياز بالوحي لا غير فلا يمتنع صدور الذنب عنهم كما عن سائر البشر المقصد السابع في عصمة الملائكة المتن وقد اختلف فيها فللنافي وجهان الأول ما حكى الله عنهم من قولهم * (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * ولا يخفى ما فيه من وجوه المعصية إذ فيه غيبة لمن يجعله الله خليفة بذكر مثالبة وفيه العجب وتزكية النفس وفيه أنهم قالوا ما قالوه رجما بالظن واتباع الظن في مثله غير جائز وفيه إنكار على الله فيما يفعله وهو من أعظم المعاصي الثاني إبليس عاص وهو من الملائكة بدليل استثنائه منهم من قوله * (فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس) * وبدليل أن قوله تعالى * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا) * وقد تناوله وإلا لما استحق الذم ولما قيل له * (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) * والجواب عن الأول أنه استفسار عن الحكمة والغيبة إظهار مثالب المغتاب وذلك إنما يتصور لمن لا يعلمه وكذلك التزكية ولا رجم بالظن
(٤٥٠)