المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
وقد علموا ذلك بتعليم الله أو بغيره وعن الثاني أن إبليس كان من الجن وصح الاستثناء وتناوله الأمر للغلبة وكون طائفة من الملائكة مسمين بالجن خلاف الظاهر مع أن ذكره في معرض التعليل لاستكباره وعصيانه يأباه وللمثبت الآيات الدالة على عصمتهم نحو قوله تعالى * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * و * (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) * و * (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) * والجواب إنما يتم ذلك إذا ثبت عمومها أعيانا وأزمانا ومعاصي ولا قاطع فيه وإن الظن لا يغني في مثله عن الحق شيئا الشرح المقصد السابع في عصمة الملائكة وقد اختلف فيها فللنافي وجهان الأول ما حكى الله عنهم من قولهم * (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * ولا يخفى ما فيه من وجوه المعصية وهي أربعة إذ فيه غيبة لمن يجعله الله خليفة بذكر مثالبه وفيه أيضا العجب وتزكية النفس بذكر مناقبها وفيه أيضا أنهم قالوا ما قالوه من نسبة الإفساد والسفك رجما بالظن إذ لا يليق بحكمة الله مع إرادته إعزاز بني آدم أن يطلع أعداءهم على عيوبهم واتباع الظن في مثله غير جائز لقوله تعالى * (ولا تقف ما أوليس لك به علم) * وفيه أيضا إنكار على الله تعالى فيما يفعله وهو من أعظم المعاصي الوجه الثاني إبليس عاص بترك السجود حتى صار مطرودا ملعونا
(٤٥١)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»