وللمثبت الآيات الدالة على عصمتهم نحو قوله تعالى * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * وقوله * (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) * إذ يعلم منه أنهم لا يعصون وإلا حصل الفتور في التسبيح وقوله * (يخافون ربهم من فوقهم) * أي فلا يعصونه * (ويفعلون ما يؤمرون) * والجواب إنما يتم ذلك الاستدلال بتلك الآيات إذا ثبت عمومها أعيانا وأزمانا ومعاصي حتى يثبت بها أن جميعهم مبرأون عن جميع المعاصي في جميع الأزمنة ولا قاطع أي في هذا المبحث لا نفيا ولا إثباتا بل أدلة طرفيه ظنية وإن الظن لا يغني في مثله من المسائل التي يطلب فيها العلم واليقين عن الحق شيئا المقصد الثامن في تفضيل الأنبياء على الملائكة المتن لا نزاع في أنهم أفضل من الملائكة السفلية إنما النزاع في الملائكة العلوية فقال أكثر أصحابنا الأنبياء أفضل وعليه الشيعة وقالت المعتزلة والحليمي منا الملائكة أفضل وعليه الفلاسفة احتج أصحابنا بوجوه أربعة الأول قوله تعالى * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * وأمر الأدنى بالسجود للأفضل هو السابق إلى الفهم وعكسه على خلاف الحكمة لا
(٤٥٣)